أرتكبت ميليشيات بوذيه في ولاية أسام الهندية الحدودية القريبة من بورما مجزرة بحق المسلمين في أسام، راح ضحيتها 22 شخصاً وأصيب 400 بحسب إحصائيات أولية، فيما نزح أكثر من 50 آلف مسلم إلى مناطق هندية داخلية اليوم الثلاثاء بعد حرق 500 قرية.وذكرت قناة "سي إن إن إي بي إم" الإخبارية الهندية اليوم الثلاثاء أن أعمال العنف العرقي تصاعدت في منطقة كوكراجهار بولاية "أسام" الواقعة في شمال شرق البلاد، حيث انتشرت في المناطق المجاورة مثل شيرانج وتحولت إلى احتجاجات قطعت خلالها خطوط السكك الحديدية. وأحرقت خلالها العديد من القرى مما أجبر عشرات الآلاف على ترك ديارهم.وتصاعدت أعمال العنف العرقي التي يشهدها مسلمو ولاية أسام الهندية من جانب القبائل البوذية والهندوسية، كما واجهت قوات الشرطة الهندية المسلمين الغاضبين بقمع أمني غير مسبوق وفتحت النار على الاحتجاجات. وأسفرت المواجهات عن نزوح أكثر من 50 ألف شخصا إلى معسكرات الإغاثة هربا من المواجهات. ونقلت القناة عن مصادر قولها "إنه تم وضع 42 معسكرا للإغاثة لرعاية 60 ألفا من المتضررين من أعمال العنف بينما كثفت هيئة السكك الحديدية الهندية من إجراءاتها الأمنية وتوفير الماء والغذاء للركاب العالقين". وتقول الحكومة إنها تحاول احتواء قتال عرقي وطائفي تسبب حتى الآن في مقتل 22 شخص كحصيلة أولية، وأن المواجهات بين قبائل بودو البوذية والسكان المسلمين أندلعت منذ عدة أيام. وذكرت القناة الهندية أن مئات من البوذيين المسلحين بالرماح والهراوات والحجارة، هاجموا قطارا سريعا صباح اليوم الثلاثاء يحمل مسلمين كوكراجهار وأصيب عدد من الركاب. وحذر هاجراما موهيلاري زعيم المجلس القبلي الذي يحكم المنطقة من أن متمردين انفصاليين سابقين قد انضموا لأعمال العنف لحماية قرى البوذيين.وقال ضابط شرطة كبير طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن البوذ أطلقوا النار ليل الاثنين على قرى يقطنها مسلمون قرب بوتان. وذكر أنه لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا. وقال تارون جوجوي رئيس الحكومة الإقليمية لأسام لشبكة (سي.إن.إن-آي.بي.إن) التلفزيونية إنه يأمل في السيطرة على الأوضاع خلال يومين. وصرح بأن نحو 30 ألفا من سكان القرى فروا من منازلهم ولجأوا إلى مخيمات إغاثة لكن مسؤولين محليين قالوا إن العدد ضعف ذلك. والنزاعات التي تتكرر دائما بين الهندوس والمسلمين والتي كان من أعنفها أحداث أسام عام 1984 التي أسفرت عن مجازر راح ضحيتها آلاف المسلمين. ويقول سكان محليون إن هناك حاجة لمزيد من التعزيزات لوقف العنف الذي امتد إلى مناطق الريف ومناطق مجاورة خلال الليل بعد أن قامت الحشود المتناحرة بإحراق قرى على ضفاف الأنهار ووسط الغابات. ودمرت أعمال العنف نحو 500 قرية. ويضم شمال شرق الهند الذي يشترك في حدود مع الصين وميانمار وبنجلادش وبوتان أكثر من 200 مجموعة عرقية وقبلية ويعاني من حركات انفصالية منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947 . وظهرت بين القبائل الهندوسية والمسيحية في السنوات القليلة الماضية مشاعر قوية مناهضة للمهاجرين وللمسلمين تستهدف المستوطنين من بنجلادش. ويمثل المسلمون في أسام نسبة 30.9% من إجمالي عدد سكان الولاية حيث تعتبر ثاني الولايات الهندية من حيث عدد المسلمين بعد جامو وكشمير ويبلغ عدد المسلمين بها حوالي ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة.