أعرب المخرج يوسف أبو سيف عن دهشته من رفض الرقابة على المصنفات الفنية لسيناريو فيلمه (صدفة لقيتني)، الذي يتناول حياة الرئيس السابق مبارك وكل رجاله بمبرر أن مبارك لا يستحق السخرية فلا ذنب اقترفه. وفي تصريحات نقلتها "العربية.نت" أكد المخرج يوسف أبو سيف أنه تقدم بسيناريو فيلمه إلى الرقابة، وأن العمل يتناول قصة الرئيس السابق مبارك قبل أن يكون رئيسا حتى توليه الحكم وسقوطه. ويلقي الضوء على ثلاثة محاور رئيسية، الأول هو الصدفة التي جعلته رئيسا لمصر، والمحور الثاني يركز على الرجال الذين كانوا موجودين حوله، أولهم صفوت الشريف الذي كان له دور عظيم في تغييب العقل المصري وحبيب العادلي وزكريا عزمي وأحمد عز ونجليه جمال وعلاء. أما المحور الثالث والأخير فهو بداية الانحراف وسقوط مبارك بقيام ثورة 25 يناير بعد مطالب شعبية. مبارك لا يزال رئيساً وأشار المخرج إلى أن العمل سيلقي الضوء على الفساد الذي كان مستشر طيلة سنوات الحكم السابقة، فالموضوع يتناول أحداث حقيقية من تاريخ مصر وكيف تعامل الرئيس معها. وأكمل أبو سيف أن العمل يرصد كل الشخصيات التي كانت محورية في النظام السابق، بأسمائها الحقيقية فضلاً عن قصة التوريث. وأوضح أن الرقابة قالت له إن "مبارك لا يستحق أن نسخر منه، فماذا فعل حتى نسخر منه؟" وتابع مبديا استهجانه من الموقف، إذ اعتبر أنهم يتعاملون مع الأمور بطريقة توحي وكأن مبارك لا يزال رئيساً للجمهورية. أما السبب برأيه فهو اعتيادهم منذ 30 عاماً على ضوابط ثابتة تحرم الاقتراب من مبارك أو زوجته وأي من عائلته، مضيفاً "إنه لشيء يثير الدهشة والاستغراب". لعل هذا ما أجبره على التقدم إلى لجنة التظلمات في المجلس الأعلى للثقافة، وها هو ينتظر الرد الذي سيأتي بعد 6 أشهر وفقاً لما أخبرته اللجنة. تأديب الحكم السابق وأوضح أبو سيف أن العمل سيدور في إطار كوميدي ساخر حيث أن مبارك ضحك على شعبه 30 عاما، لذا من الواجب أن نرد له القلم بتأديبه في هذا العمل الذي يتناوله بنوع من الكوميديا ولكن دون تجريح. أما عن مغزى عنوان الفيلم (صدفة لقيتني) فأشار إلى أنه يشير إلى أن مبارك أصبح رئيسا بالصدفة، وأنه لم يحلم يوما أن يكون في هذا المنصب. يذكر أن المخرج يوسف أبو سيف سبق وأخرج عدداً كبيراً من الأعمال، أهمها مسلسل (ست الحسن والجمال) للروائي فتحي غانم الذي قدمه في منتصف التسعينات وقام ببطولته محمود ياسين ودلال عبد العزيز، وتنبأ في هذا العمل بحكم الإخوان لمصر وهو ما تحقق بالفعل، أما على النطاق السينمائي فأخرج عددا كبيرا من الأفلام مثل (أهل القمة) و(باب شرق) و(امرأة متمردة). المتهم بريء حتى تثبت إدانته من جانبه، أكد رئيس الرقابة على المصنفات الفنية دكتور سيد خطاب في تصريحات لـ"العربية.نت"، أنه بالفعل رفض الفيلم ،"كونه يتناول حياة أشخاص لا زالوا متهمين ولم يصدر حكم قاطع عليهم، وطبقا للقانون فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته، ما يعني أن السيناريو مخالف." وأشار إلى أن الرفض لم يأت من جانبه فقط، بل من جانب عدد كبير من الرقباء الذين أجمعوا على رفض العمل، وذلك تنفيذاً لأحكام القانون. وأوضح الرقيب أن المخرج في هذا السيناريو يصدر أحكاما مطلقة على فترة بأكملها، وليس على شخص واحد فقط وقضايا لا تزال أمام القضاء. وأضاف قائلا إن الشخصية العامة يكون لنا الحق في نقدها على أداء الوظيفة، لكن بمجرد ترك العمل فتصبح تتمتع بحصانة خاصة يمنحها القانون ولا يمكن التشهير أو إصدار أحكام نهائية قاطعة. وعما قاله أبو سيف بأن بعض القائمين على الرقابة، اندهش من السيناريو ورفضه كونه يسخر من مبارك، أكد الرقيب أن الأمر قد يكون حصل بشكل ودي من قبل أحد الرقباء، لكن في النهاية "نحن نطبق القانون".