يبدو أن الرئيس الروسي مسكون بهاجس الحذر من أي محاولة لدس السم له في طبقه، أما الرئيس الفرنسي هولاند فيعشق الجبنة على عكس سلفه ساركوزي الذي كان مهووساً بالشوكولاته، في حين يكره أوباما الشمندر ويفضل وزوجته الخضار. هذه الأسرار هي ما خلت إليه قمة طباخي الرؤساء والملوك التي عقدت في باريس. ولعل نابليون بونابرت لم يخطئ حين قال "أعطني طباخاً جيداً وخذ أفضل الاتفاقيات"، فطباخو الرؤساء والملوك يتسلحون بهذا القول عندما يضعون أنفسهم في مصاف الدبلوماسيين وحافظي الأسرار. بعض هذه الأسرار خرجت إلى العلن عند اجتماع "نادي طباخي الرؤساء" في باريس خلال الأسبوع الحالي، والذي خصص لتبادل وصفات الطعام خلال "عشاء دبلوماسي"، دعاهم إليه الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند.ويتألف هذا النادي من 27 طباخاً لرؤساء وملوك ورؤساء وزراء، وتأسس قبل 35 عاماً على يد جيل براغار، أما المنتسبون إليه فيؤكدون أهمية دورهم في توطيد العلاقات وإتمام الصفقات الدولية.فوسيون.. 40 عاماً في مطبخ الإليزيهوكشف براغار خلال الاجتماع عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زال يحافظ على تقليد من القرون الوسطى، يقضي بوجود متذوق يكشف على كل طبق سيأكله بنفسه، وذلك خوفاً من التسمم.أما برنار فوسيون، الذي يهتم بأطباق الإليزيه منذ أكثر من 40 عاماً، فيتحدث عن حرص هولاند على لياقته البدنية، ولكن ليس بقدر هوس الرئيس السابق فرانسوا ساركوزي الذي كان ممتنعاً عن أكل الفستق ويعالج إدمانه على الشوكولاتة، بعدما منع دخول الجبنة إلى الإليزيه، بحجة أنها «كثيرة» عليه.هولاند أعاد إدخال الجبنة إلى القصر، "فهو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يعشقانها، ولكنه ألغى الأرضي شوكي".ويؤكد أنطون موسيمان الذي تولى مسؤولية الطبخ للعديد من رؤساء الوزراء البريطانيين، مذكراً بطلب رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر منه مرة الحصول على "وجبة سخية" على نحو غير عادي للترفيه عن الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، ويروي كيف طها طبقاً من لحم العجل مع الفطر، وبعد فترة هنأته تاتشر على حسن اختياره، لكنها قالت إن الطبق كان باهظ التكلفة، كما يتحدث موسيمان عن أنه كيف كان يصطحب جورج بوش عنصرين من الـ"أف بي آي" لتذوق طعامه أثناء زياراته إلى بريطانيا.وشاركت في تلك الاجتماعات كذلك، وفقاً لصحيفة "الدايلي تلغراف" البريطانية، كريستينا كومفورد، وهي رئيسة الطهاة في البيت الأبيض في عهد بيل كلينتون وجورج بوش والآن باراك أوباما، وقد صرحت بأن الأخير لا يحب الشمندر. كما أضافت كومفورد، التي شاركت ميشيل أوباما في كتاب فن الطهو لمساعدة المراهقين في تجنب البدانة والعلاج منها، أن الرئيس وزوجته يحبان الخضراوات والفواكه.أما براغار فقال بدوره إن "وزيرة الخارجية الحالية هيلاري كلينتون اصطحبت طاهياً فرنسياً، عندما وصلت إلى البيت الأبيض في عهد كلينتون، فقد وجدت مطبخه غنياً لدرجة كبيرة".وختم حديثه بالتأكيد على الدور الحيوي والمهم الذي لعبه النادي في الجلسات الدبلوماسية، مضيفاً "دائماً ما أقول إن السياسة تفرق الرؤساء، والمائدة تجمعهم".