وجهت المديرة العامة لليونسكو "أرينا بوكوفا" نداء جديداً لحماية مدينة حلب القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي، بعد تصاعد وتيرة أعمال العنف قرب المناطق الحضرية التاريخية في سوريا، وطالبت المديرة العامة لليونسكو جميع أطراف النزاع لحماية مواقع التراث الثقافي السوري بأشكالها المختلفة. وقالت مديرة اليونسكو في بيان: "تشعر اليونسكو بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع مواجهات عنيفة في حلب، التي تمثل مدينتها القديمة أحد المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي. وحافظت هذه المدينة القديمة - التي احتلت موقعاً استراتيجياً على تقاطع طرق التجارة التاريخية بين الشرق والغرب - على تراث تاريخي استثنائي يبرز الثقافات المتنوعة للشعوب التي استقرت فيها على مدى الآلاف من السنين، ومنها الحثيون والآشوريون والإغريق والرومان والأمويون والأيوبيون‎ والمغول والمماليك والعثمانيون. جهود مبذولة لحماية الآثار وفي ضوء الاضطرابات المدنية الراهنة، تشعر اليونسكو بقلق بالغ أيضاً إزاء مخاطر نهب الممتلكات الثقافية وسلبها. وقامت اليونسكو في إطار الجهود التي تبذلها لتعبئة المجتمع الدولي من أجل حماية التراث الثقافي السوري بتنبيه المنظمة العالمية للجمارك والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) والبلدان المجاورة للجمهورية العربية السورية إلى خطر الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية السورية. واتصلت المديرة العامة أيضاً بالأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن للفت انتباه المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان إلى أهمية ضمان الالتزام بأحكام الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية، وبخاصة اتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح واتفاقية عام 1970 بشأن التدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة. وتجري اليونسكو اتصالات وثيقة مع المنسق المقيم للأمم المتحدة في دمشق بشأن الأوضاع الراهنة. كما دعت المديرة العامة جميع الأطراف إلى احترام وحماية التراث الثقافي العظيم للجمهورية العربية السورية، الذي يكسب الشعب السوري هويته وقدرته على الازدهار، وإلى الوفاء بما يقع على عاتقها من التزامات دولية في مجال الثقافة. هذا وحالت الأوضاع الأمنية غير المستقرة دون تقييم حجم الأضرار التي لحقت بمدينة حلب القديمة وعدة مواقع أخرى مدرجة في قائمة التراث العالمي، ولاسيما قلعة الفرسان وموقع تدمر والقرى القديمة في شمال سوريا ومدينة دمشق القديمة. وقد أُدرجت مدينة حلب القديمة في قائمة التراث العالمي في عام 1986.