في بلاد الملالي والطاووس والكافيار والسجاد التي أنفقت أكثر من 30 مليار دولار على منشآتها النووية حتى الآن، ما يمكن أن نسميه "ربيعا إيرانيا" بدأ يغلي في مرجل النظام، ووقوده للإيراني ما هو أهم من الأرز للصيني أو للكوري، أو الفول للمصري، أي الدجاجة.وذكرت قناة العربية اليوم الثلاثاء أن الدجاج الذي يأكله الإيراني مطبوخا بالزعفران أو البرقوق (الخوخ المجفف) أو الرمان، خصوصا برمضان، مفقود منذ أشهر في الأسواق، وحين يعثرون عليه بعد الوقوف لساعات بطابور طويل يدفعون بالكيلو ما كان سعره أقل من دولارين العام الماضي، وأصبح الآن 6 دولارات، أي تقريبا 73 ألف ريال في بلد دخل الفرد الشهري فيه 370 دولارا، لذلك بدأت الأزمة "تنتف ريش" النظام بدءا من مدن الأرياف.قبل أسبوع تظاهر آلاف الايرانيين في مدينة نيسابور الواقعة في مقاطعة خراسان بالشمال الشرقي الإيراني، كما في أريافها، بحسب الفيديو الذي ترفقه "العربية.نت" مع الموضوع، احتجاجا على ارتفاع أسعار الغذاء والنقص بالدواجن، حيث نسمع المتظاهرين يهتفون "مرغ.. مرغ" ومعناها "دواجن. دواجن" قاصدين الدجاج بشكل خاص.الاحتجاجية التي وصفتها وسائل الإعلام الإيرانية بالأولى من نوعها وأنها بسبب الأزمة التي تعصف بالاقتصاد الإيراني منذ عام، هي أيضا بسبب العقوبات الغربية المفروضة على إيران والزيادة الحادة التي طرأت على أسعار المواد الغذائية، وأهمها الدواجن المصنفة بأهم طعام رئيسي للشعب الإيراني، خصوصا للطبقة الوسطى.وقبل أسبوع حاول المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي التخفيف على الإيرانيين بخطبة الجمعة الماضية، وقال: "لا تجعلوا الأكل هما لكم، ولا تجعلوا من قضية الشح باللحوم والدجاج قضية ساخنة" طبقا لما نقلت عنه بعض الصحف الإيرانية.وقال المرجع الشيعي في التصريح الذي تناقلته جميع المواقع الإيرانية المعارضة، ومنها "روز" الشهير، إن الأطباء "ينصحون بالابتعاد عن أكل اللحوم والدجاج لأنها مضرة بالصحة، فتجنبوها" ودعا الإيرانيين "الى اتباع الحمية في رمضان والابتعاد عن الدجاج" من دون أن يشير إلى الأسباب التي جعلت من إيران تستورد الدجاج وهي التي كانت تصدره.ومما أثار حفيظة الإيرانيين أكثر هو خروج العميد اسماعيل وحيدي مقدم، قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني، على القنوات التليفزيونية لينتقدها، خصوصا irib الشهيرة، وليحثها والصحف على عدم بث صور لأشخاص يأكلون الدجاج "لأن هذه المشاهد تشعل توترات اجتماعية لا يمكن التنبؤ بعواقبها، فعندما يرى أحدهم الفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء قد يستل سكينا ليأخذ ما يرى أنه حقه من الأغنياء" كما قال.الدجاج أصبح نادرا في إيران، وحمل الإيرانيين على منح طعامهم المفضل لقب "حضرة الدجاج" حين يصل الى المنتظرين منذ ساعات في الصف، فيرحبون به ويستقبلونه بالتصفيق، وفي الوقت نفسه يتأملون الى ما وصلت إليه الحال في بلاد كانت تصدر الغذاء الى دول الجوار فأصبحت لا تعثر عليه في أراضيها بالذات.
إيران: طوابير تنتظر 17 ساعة للحصول على الدجاج شبه المختفي من السوق
International
إيران: طوابير تنتظر 17 ساعة للحصول على الدجاج شبه المختفي من السوق
31 يوليو 2012