يبدو ثوار سوريا وجيشها الحر كالأم التي تخاف على أبنائها، ويبدو خروجهم في حملة "إذا البلدية ما اشتغلت البركة بالشباب" في مدينة داريا بريف دمشق لتنظيف المدينة كمن يرعى بيته، خصوصاً بعد الحالة المزرية التي وصلت لها المدينة بسبب عقاب النظام لها بتكديس أكوام القمامة، لدرجة بات من الصعب الوقوف في وجه الأمراض التي تسببها تلك القمامة.وتبدو المظاهرة التي هتفت لإسقاط النظام بعد الانتهاء من الحملة، ورفع أدوات التنظيف في تلك المظاهرة دليلاً جديداً على أن هناك شعبا لا يقهر.حملة التنظيف اشترك فيها الأطفال والشباب والثوار وأفراد من الجيش الحر، غابت عنها البنادق وحضرت الروح الواحدة.مظاهرة تحمل في طياتها وهتافاتها وتلاحم أبنائها الكثير من الروح الواحدة التي افتقدها الشعب السوري لسنوات طويلة، وإن كانت داريا أول من أطلق هتافا "وهي داريا هه" باللغة السورية الدارجة والتي تعني أن داريا موجودة هنا، فإنها لا تتخلى عن هتافها هذا في كل المظاهرات.عرفت داريا بوقوفها في وجه النظام السوري مع بداية الثورة السورية، وسمع العالم كله بقصف داريا واقتحامها المتكرر، وفقدانها للكثير من أبنائها على مدة سنة و8 أشهر.النظام السوري قرر أن يعاقب شعبه بالقمامة والحشرات والأمراض السارية المؤكدة، وهي بالتأكيد ابتكار جديد يحسب له على اعتبار أنه استنفذ الأساليب الأخرى من قتل وقصف واعتقال وتعذيب.
International
النظام السوري يترك القمامة في المدن والشعب يرد
01 أغسطس 2012