قال الشيخ محسن آل عصفور إن قادة المعارضة يسعون للفتنة وتأزيم الأوضاع ويمارسون كل أنواع الدجل السياسي، واصفاً إياهم بـ«شرذمة” لا تنتمي لدينٍ أو طائفةٍ أو مذهب. وأضاف في ندوة نظمتها محافظة العاصمة أمس أن "الوطن ابتلي بأناس اتصفوا بالإفلاس، واتسمت أفكارهم وتوجهاتهم بالجهل، وكرسوا حياتهم وحصروها بصور وأشكال الإضرار، وتبعهم من أشباه الناس من تبعهم”، منبهاً إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر قبل أن تموج سفينة الوطن وتحيد عن مسارها. وأردف "ليعلم من يتسمى بالقيادات الحزبية أنهم قيادات باطلة ليست لهم أهلية القيادة السياسية الشرعية، وليس من حقهم التصدر ولا الخوض في الدماء، وليسوا سوى رؤوس فتنةٍ خلعوا لباس التقوى والورع والإيمان، ونزعوا عن أنفسهم كل الأقنعة، وأصبحوا أبواقاً شيطانية ليس لهم دين يردعهم يخلطون بين الأمور ويفسدون أكثر مما يصلحون، ويكذبون ويدلسون ويخبطون ويمارسون كل أنواع الدجل السياسي بلا حياء ولا خجل ويتسببون في الفتك”. وقال آل عصفور إن الفتنة حالة من الفلتان الإيماني وعدم الالتزام برعاية الحرمات والحقوق والواجبات، وبسببها وفي أجوائها يتعرض الفرد أو الجماعة لهلاك أو تراجع في درجة الإيمان والالتزام، أو زعزعة الأمن والصف الإسلامي واختلال مظاهر التعايش السلمي بين فئات المجتمع.إذكاء الفتن وأضاف أن اصطناع الفتن وإذكاءها وتأجيجها من أعظم الكبائر التي توعد الله عليها بالعذاب في جهنم، لأن في الفتنة لا يُحتكم إلى أوامر ونواهي الشرع والدين، وإنما "نجد التمادي في الاعتداء والتجاوز والمقابلة بالمثل هو النهج الغوغائي السائد”.ونبّه إلى أن وأد الفتنة وتحجيمها نهج أصيل في رسالة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. وقال "عندما نكون في رحاب رسول الله (ص) نكون في رحاب رحمة الله ونعمته وفضله وكرمه اللامتناهي، لقد انتشل سبحانه وتعالى أمتنا به من عالم الجاهلية وكل ما فيها من عادات وانحرافات نكراء، إلى حيث نور الهداية والضياء وأكرمنا بمنه الجسيم وفضله العظيم وكرمه العميم”.ممارسات دعاة الفتنةوأضاف آل عصفور "ما قرأته في إحدى الصحف المحلية من توجيه وتبرير واختلاق الذرائع من بعض رؤوس الفتنة وقياداتها للاستمرار في سياسة الطيش والفساد، يكشف انسلاخهم عن القيم ومبادئ الدين الحنيف وشريعة رب العالمين، وليس لهم في الإسلام فضلاً عن مذهب الشيعة نصيب، لا من قريب ولا من بعيد، وهم ليسوا سوى شرذمة لا يعرف عن نهجها وسيرتها سوى الترهيب ونشر الفوضى والدمار والتخريب”.وأردف "ليعلموا أن البحرين ليست ساحة مستباحة لفسادهم وإفسادهم وشططهم وعبثهم، وأن عامة الناس ملوا وضجوا وسئموا من إيذائهم وتخريبهم لقراهم وطرقهم ومرافق الخدمات فيها، وتعطيل مصالحهم وحرمانهم من حرية ترددهم على مساجدهم ودور عباداتهم، وتسببهم في سلب أمنهم واستقرارهم في حياتهم ومعيشتهم، وتحطيم مستقبل أبنائهم”.ونبّه إلى أنه آن الأوان لتقال صريحة في وجوههم وتلقى على مسامعهم "إن ما تمارسونه لن يولد سوى النبذ والرفض والكراهية لأشخاصكم وانتماءاتكم وتنظيماتكم، ولن يستوجب سوى كيل عبارات اللعن والشجب والاستنكار لأفعالكم وجرائمكم، ليس فيكم رجل رشيد يملك ذرة عقل يدرك عواقب ما يرتكبه من جرائم بحق أبناء قريته ووطنه بحس المسؤولية والغيرة والحمية”. وخاطب قادة المعارضة "كفاكم عبثاً وتخريباً وخزياً وعاراً، نزهوا اسم الشعب والوطن عن ألسنتكم، لم يعد لهما مصداقية في سجل أعمالكم ولم يعد يربطكم بهما سوى العار والدمار”. الاستهداء بهدي الرسول الأعظموتقدم آل عصفور بالشكر الجزيل لمحافظ العاصمة على رعايته الندوة ضمن مشروع أمة محمد (ص)، راجياً من الله تعالى أن يوفقه للمزيد في تبني ورعاية أمثال هذه الفعاليات. وقال إنها بلا شك تسهم في توجيه مسار الرأي العام في البحرين، وتنويره لتبني واختيار كل ما فيه صلاحه وخيره حاضراً ومستقبلاً. وأضاف آل عصفور "بما أن المشروع الذي أطلقته المحافظة في الشهر الفضيل يحمل عنوان أمة محمد (ص)، فلابد أن يكون الهادي والهدي النبوي الشريف محور حديثنا، وما يمكن أن نستفيده من هذه الشخصية العظيمة وما يمكن إسقاطه على واقعنا من هديها وتوجيهها وإرشادها لنتلمس العلاج الناجع والمصل الواقي من الزيغ والانحراف والتيه والضياع”. وأشار إلى أن "الإسلامُ كان النعمةَ الكبرى التي أضاءت لنا دروب الاستقامة والخير والسعادة، ونحمد الله تعالى عليها، ونشكره شكراً دائماً أبداً أن جعلنا من المهتدين بهذا الدين التابعين له باليقين العاملين بما جاء به من أحكام وهدي مبين”. أسماء الرسول الشريفة وأشار آل عصفور إلى أن أسماء الرسول الأعظم (ص) عنوان حياة القلوب، والهداية عند تشتت الطرق والدروب، ودليل النجاة والأمن من الخطوب، وكل غواية تجوب فهو محمدٌ وأحمدُ ورسولُ الله الأمينُ المبينُ وخاتمُ النبيينَ والبرهانُ والبشيرُ والداعي إلى الله ورحمةٌ للعالمين والرحيمُ الكريمُ والرؤوفُ السراجُ المنير الشاهد الشهيد الصاحبُ المبشر المذكر المنذر الناصح النذيرُ.وأضاف أن الله عز وجل وصفه في كتابه العزيز بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وقال (ص) عن نفسه "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
Bahrain
آل عصفـــــور: المعارضـــــة تسعـــــى للفتنــــــة وتمــــــارس الدجـــــــل السياســــــي
05 أغسطس 2012