أكّدت دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة مكماستر الكندية، أن الإساءة النفسية، سواء العقلية أو العاطفية، أكثر ضرراً على صحة الطفل من الإساءة البدنية التي قد تتمثل بصفعة أو ركلة أو لكمة. ونقل موقع "ميدل إيست أونلاين" عن الدراسة، أن تلك الإساءات واسعة الانتشار بين الأطفال، إذ تتضمن الإساءات النفسية بحسب رأي الباحثة اهاريت ماكميلان، التي ترأست الدراسة، عديداً من التصرفات التي يتم فيها التقليل من شأن الطفل وتشويه سمعته وترهيبه واستغلاله، وذلك إضافة إلى عدم التجاوب عاطفياً معه لدرجة تصبح فيها صحته في خطر. وتقول الباحثة التي تضرب الأمثلة بالأم التي تترك رضيعها طول النهار وحيدا أو الأب الذي يشارك ابنه عادة إدمان المخدرات "إننا نتحدث عن التطرُّف والمبالغة وما ينتج عنهما من أضرار ناتجة عن ممارسة تلك الأنواع من السلوكيات التي تدفع الطفل للشعور بأنه شخصٌ ثقيلٌ غير محبوبٍ وغير مرغوبٍ فيه أيضاً".ولكن يجب التفريق هنا بين الغضب المشروع للأهل والإساءة النفسية التي يقوم بها البعض تجاه أبنائهم. وتوضح الباحثة أن غضب الأهل والصراخ في أبنائهم في الملاعب بعد الطلب منهم مرات عديدة ومتتالية بأن يلبسوا أحذيتهم الرياضة لا يعدان إساءة نفسية، فتقول "أما الصراخ على الأطفال بشكل يومي وإخبارهم بشكل متكرّر بأنهم أشخاص سيئون وبأنهم نادمون على إنجابهم يعد مثالاً عن النموذج السيئ الذي يتسبّب في انعدام التواصل ما بين الأهل وأطفالهم".