ليلة بمذاق ليالي ثورة 25 يناير ، هكذا وصفها كثير من المشاركين بالاحتفالات التي شهدها ميدان التحرير وعدد من الميادين الرئيسية في العاصمة المصرية القاهرة، احتفالا بالقرارات التي اتخذها الرئيس محمد مرسي  بإحالة وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان إلى التقاعد، مع إلغاء الإعلان الدستوري المكمل، وتعيين نائب لرئيس الجمهورية.القرارات التي كان يتوقعها البعض، ويتمناها الكثيرون فاجأت المصريين قبيل موعد الإفطار في نهاية صيام يوم حار، وبدا أن المحتفلين كانوا بحاجة فقط إلى بعض اللقيمات وأكواب الماء قبل أن يتدفقوا على ميدان التحرير في قلب القاهرة حيث أدوا هناك صلاة العشاء وما تيسر من التراويح، ثم بدأت بعدها مظاهر الاحتفال بقرارات الرئيس.وعلت الهتافات من المشاركين لتتحدث عما اعتبرته يوما مفصليا في تاريخ الثورة المصرية يطوي فصلا مهما منها. ويؤكد جدية أول رئيس مدني ينتخبه المصريون في انتخابات حرة منذ زمن طويل، في المضي قدما نحو إكمال تحقيق أهداف الثورة الشعبية ومطالبها بعيدا عن القيود التي كان يفرضها عليه الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري قبيل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بفوز مرسي. ومع اقتراب منتصف الليل غصّ الميدان بعشرات الآلاف الذين جاء بعضهم من خارج القاهرة للمشاركة في الاحتفال بما وصفوه بـ"يوم حاسم في تاريخ الثورة نجح فيه الرئيس مرسي في انتزاع سلطاته واستكمال صلاحياته من المجلس العسكري الذي كان أسند لنفسه العديد من السلطات بينها سلطة التشريع في غياب مجلس الشعب".وبعيدا عن ميدان التحرير فقد اختار آلاف المحتفلين التوجه إلى قصر الاتحادية الرئاسي في شرق القاهرة، حيث رددوا هتافات تشيد بالرئيس وقراراته وتنتقد من وصفوهم بفلول النظام السابق مؤكدين أن مصر لن تعود أبدا إلى الوراء.وبدا أن كثيرا من المحتشدين من أعضاء حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين -وهو الحزب الذي كان يرأسه مرسي قبل فوزه بالرئاسة- حيث كان الهتاف الأبرز أمام القصر هو "حرية وعدالة ، المرسي وراه رجالة".وخطب القيادي بالحرية والعدالة محمد البلتاجي في المحتفلين مؤكدا أن قرارات الرئيس هي النهاية الحقيقية للحكم العسكري والبداية الحقيقية لاستكمال أهداف الثورة، حيث تم تصحيح أخطاء المرحلة السابقة التي شهدت إعلانا دستوريا انتقص من صلاحيات الرئيس وسلطاته.وفي مقابل هذه الحشود، فقد تجمع بضع مئات أمام مقر وزارة الدفاع قبيل منتصف الليل، للاعتراض على قرارات الرئيس مرسي منتقدين إحالة كل من المشير طنطاوي والفريق عنان إلى التقاعد، فضلا عن إلغاء الإعلان الدستوري المكمل، ومرددين هتافات تنتقد جماعة الإخوان المسلمين وترفض ما تصفه بمحاولات "أخونة" الدولة.ورابطت قوات من الشرطة العسكرية أمام مقر الوزارة في مواجهة المتظاهرين، قبل أن يحاول عدد من قياداتها إقناع المتظاهرين بفض اعتصامهم، مؤكدين لهم أن الفريق والمشير غادرا مقر الوزارة بالفعل، وبالتالي فلم يعد هناك جدوى من هذا التجمع.