أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أنه من الطبيعي والمنطقي أن تقوم دول مجلس التعاون الخليجي باتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات اللازمة لمواجهة أي عمل عسكري أو تصعيد محتمل ضد إيران، مشيرا إلى أن مضيق هرمز يعد شريانا حيويا للعالم برمته، حيث يمر ما يقرب من نصف إمدادات النفط عن طريقه.وقال أمير الكويت في مقابلة مع صحيفة "أساهي" اليابانية نشرتها اليوم الثلاثاء أن دول الخليج ومن ضمنها الكويت قامت بالاتصال بالمسؤولين في إيران لضمان عدم اتخاذ أي إجراء لإغلاق مضيق هرمز أو حتى التهديد بذلك لما يعنيه ذلك من تأثير سلبي على المنطقة، مشيرا إلى جهود دولية تصب في نفس الاتجاه، :"وقد تلقينا تأكيدات من إيران بعدم إقدامها على هذه الخطوة".وحول إيجاد طرق بديلة لتصدير النفط في حال إغلاق مضيق هرمز، بين الشيخ صباح خلال حواره مع صحيفة أن "الكويت ومنذ فترات طويلة عملت على توفير مخزون من النفط عن طريق شركاتها العالمية من خارج منطقة الخليج لضمان عدم توقف إمداداتها للدول المستوردة للنفط الكويتي، ولديها اتصال مع شقيقاتها في الخليج لمواجهة مثل هذا الاحتمال".وعن أسعار النفط، أوضح أمير الكويت في المقابلة ان بلاده تسعى كعضو في منظمة الدول الأعضاء المصدرة للنفط "أوبك" على توفير الإمدادات اللازمة للسوق وفق احتياجاته لضمان استقرار الأسعار وتوفير هذه السلعة الاستراتيجية بأسعار عادلة، وأنها تعمل حاليا بالاستعانة بالخبرات العالمية على زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط بما يلبي حاجة السوق المستقبلية، مؤكد أن سعر مئة دولار للبرميل هو السعر العادل للدولة المنتجة والمستهلكة.
نشعر بقلق تجاه البرنامج النووي الإيراني
وعما إذا كانت الكويت تشعر بالقلق تجاه برنامج إيران النووي، وما سيكون ردة فعل الخليج في حال قيام اسرائيل أو أمريكا بعمل عسكري تجاه ايران، قال الشيخ صباح إننا نشعر بقلق تجاه برنامج إيران النووي خصوصا أن مفاعل بوشهر يقع على الخليج العربي الذي يمثل مصدر المياه لكل دول الخليج، الأمر الذي سيشكل في حال حدوث أي تسرب نووي من هذا المفاعل إلى كارثة، ليس على الكويت فقط، وإنما على كل الدول المطلة على الخليج العربي والتي تعتمد مياه شربها على تحلية مياه الخليج.مضيفا أن "الكويت تشعر بقلق شأنها في ذلك شأن بقية دول العالم من طبيعة عدم التعاون الإيراني الدائم مع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونأمل أن تتم تسوية هذه المسألة بالطرق السلمية، وذلك لتفادي أية آثار كارثية في حال القيام بعمل عسكري". موضحا ان "الكويت ودول الخليج تسعى إلى حث وإقناع الجانب الإيراني بعدم التصعيد وتحقيق التعاون الأمثل الذي يوفر الاطمئنان لدول المنطقة ويدعم أمنها واستقرارها".ودعا أمير الكويت كافة الدول إلى ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة عند تفكيرها بإنشاء محطة للطاقة النووية تراعي فيها البعد عن مناطق الزلازل والكوارث الطبيعية وتحصين تلك المواقع بما يعزز من تبديد كافة المخاوف. مبينا أن "الكويت قامت من خلال التنسيق مع دول الخليج في هذا المجال بإنشاء مركز لمواجهة الكوارث مقره الكويت للتنسيق بين دول المجلس ووضع الخطط الوقائية لمواجهة أي كارثة محتملة".وأكد أمير الكويت أن الكويت كانت قد خططت لإقامة محطة للطاقة النووية وقد بدأت الجهات المختصة بإعداد الدراسات والتصورات لمثل هذا المشروع، وقد ارتأت بعد الحادث الذي تعرضت له منطقة فوكوشيما إعادة النظر في ذلك المشروع شأنها في ذلك شأن عدد من الدول التي حولت برامجها النووية للطاقة إلى مجالات أخرى أكثر أمنا وسلامة.