أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا ووقف العنف ضد المدنيين فورا، مطالبًا الجميع في سوريا أن يعرف أن سياسة الأرض المحروقة، لم تكن يوما ضمانة استقرار أو صمام أمان بل صداع في جسد الوطن، وجرحا غائرا يطول أمد شفائه.وأضاف في كلمته أمام الاجتماع التحضيري لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء لمؤتمر القمة الإسلامي اليوم الاثنين أنه على الجميع أن يدرك أيضا بأن العالم بات يخلع اليوم عن نفسه صفات الفردية والتسلط والاستبداد، ويدخل في مرحلة الحكم الرشيد وتداول السلطة ومشاركتها.وأكد إحسان أوغلو خلال المؤتمر المنعقد في مدينة جدة السعودية بأن مايدعو للأسف أن سوريا باتت تعيش مآسي حرب طاحنة حذرت منها المنظمة مرارا وتكرارا، معربا عن أسفه لدخول سوريا في نفق مظلم لا تُعرف نهايته، مشددا على أن هذا ما يمكن اعتباره نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب، وتطلعاته المشروعة.وقال: إن العالم الإسلامي يشهد هذه الأيام تحولات مفصلية وحاسمة في تاريخه، تتطلب معالجتها قدراً عاليا من الحكمة والروية للتعامل مع الأوضاع السائدة، ووقف النزاعات والمجابهات التي تزيد الفرقة وتشتت الجهود.كما دعا أوغلو خلال المؤتمر لاتخاذ موقف حازم لحماية أبناء طائفة الروهينغا المسلمين في ميانمار، مؤكدا على الدور الذي قامت به المنظمة لتوضيح حقيقة صورة الموقف هناك أمام المجتمع الدولي، مشيرا لإرسال المنظمة لوفد رفيع إلى ميانمار، وإجرائه اتصالات مع كبار المسؤولين بميانمار بمن فيهم رئيس الدولة.وقال إن هذه الاتصالات أسفرت عن سماح السلطات في ميانمار للمنظمة بإدخال المعونات للمسلمين.وكشف أوغلو عن أن العمل الآن جار للتوقيع على اتفاق مع حكومة ميانمار لافتتاح مكتب إنساني هناك من أجل تسهيل دخول المساعدات للمتضررين، مؤكدا أن وصول وفد المنظمة إلى ميانمار وجولته على مخيمات النازحين، تعد الأولى لمنظمة دولية، ودعا الأمين العام للمنظمة الدول الأعضاء إلى المسارعة في تقديم المساعدات لبرنامج المنظمة الإنساني لصالح مسلمي الروهينجيا والذي تصل قيمته إلى 30 مليون دولار.وفي موضوع آخر، دعا أوغلو لتضافر الجهود الدولية لحماية القدس والمقدسات الإسلامية من الممارسات "الاسرائيلية" التي تهدف لطمس الهوية الإسلامية لهذه المقدسات، مؤكدا بأن المنظمة تتابع بكثير من القلق ما تكابده من تطورات بالغة الخطورة، وغير مسبوقة، تستهدف بالدرجة الأولى هويتها الإٍسلامية، والمسجد الأقصى المبارك.كما أكد أوغلو بكلمة الافتتاح ضرورة اتخاذ موقف دولي عاجل للمعضلة الدستورية في مالي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبرا أن الوضع العام بمنطقة الساحل الأفريقي أصبح مصدر قلق من تكون بؤر إرهابية جديدة.بدوره القى نائب وزير الخارجية السعودي الامير عبد العزيز بن عبد الله كلمة نيابة عن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اكد فيها ان دعوة خادم الحرمين الشريفين الى عقد قمة يوم غد جاءت في وقت "استشرت فيه الفتن والتنافر والطائفية وازدياد بؤر الارهاب وهي امور تهدد كيان وجسد الامة الاسلامية".وشدد على "ان ذلك يتطلب من الجميع تعزيز التضامن الذي سيكون على رأس جدول مؤتمر القادة".وقال الامير عبد العزيز "ان القمة جاءت ايضا للوقوف وقفة صادقة لنبذ التطرف والعنف والخروج عن اجماع الامة وتبني منهج مخالف لما جاء به ديننا الحنيف وانتهاج مبدأ الوسطية".وطلب عقب ذلك من ممثلي وسائل الاعلام مغادرة القاعة لتتم بعدها اعمال الجلسة المغلقة، التي ستبحث جدول أعمال القمة يوم غد الثلاثاء ومشروع البيان الختامي المقرر رفعه لمؤتمر القمة وميثاق مكة.