دعت السعودية والأمارات وقطر رعاياها لمغادرة لبنان فوراً، وذالك لإثر موجة من الأختطافات تبنت عائلة آل المقداد اللبنانية الشيعية، حيث خطفت العائلة أكثر من 20 عنصرًا من الجيش السوري الحر في لبنان وتركيًا وسعودياً، ردًا على اختطاف حسان المقداد في سوريا.أكدت عائلة حسان المقداد المخطوف في سوريا أنها "خطفت عناصر من الجيش السوري الحر أحدهم برتبة نقيب وستعلن بعد قليل الخطوات المرتقبة ردًا على اختطاف حسان المقداد في سوريا". كما قام "الجناح العسكري" للعشيرة بخطف مواطن تركي.واتصل وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور بحاتم المقداد، شقيق المخطوف في سوريا حول المخطوف التركي أيدن تايكان وطلب إطلاق سراحه. وكان رد المقداد بأن "لا يوجد قوة في لبنان تستطيع أن تطلق سراحه طالما أن حسان لم يرجع". ودعت سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان المواطنين السعوديين الموجودين حالياً في لبنان إلى المغادرة فوراً نظراً لمستجدات الأحداث على الساحة اللبنانية ولظهور بعض التهديدات المعلنة بخطف المواطنين السعوديين وغيرهم في لبنان، كما دعت الإمارات أيضا مواطنيها إلى مغادرة لبنان.وطالبت السفارة السعودية في بيان أصدرته اليوم جميع المواطنين السعوديين إلى عدم القدوم إلى لبنان في ظل الظروف الراهنة.وقالت "إن هذه الإجراءات تأتي حرصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وحكومته على سلامة وأمن المواطنين السعوديين خاصة في ظل الظروف الأمنية التي تمر بها المنطقة حالياً.كما وجهت قطر دعوة الى رعاياها لمغادرة الأراضي اللبنانية على الفور.وطلبت الامارات مجددا من مواطنيها عدم السفر الى لبنان ومن المتواجدين منهم في هذا البلد المغادرة فورا، وذلك بعد تلقي السفارة الاماراتية في بيروت معلومات عن استهداف مواطنيها، بحسبما نقلت وكالة الانباء الرسمية مساء الاربعاء.وبدوره اكد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان عبر حسابه على موقع تويتر ان الخارجية تطلب من المواطنين "عدم السفر الى لبنان" ومن المتواجدين فيه "المغادرة فورا" مشيرا الى انه "مع الاسف، الوضع في لبنان في غاية الخطورة".وكانت عائلة المقداد قد عقدت اجتماعًا أعلنت خلاله "خطف عناصر الجيش السوري الحر بأكثر من منطقة لبنانية"، واعلنت انه "تم اطلاق عناصر لا دخل لهم بالجيش السوري الحر". وأعطى آل المقداد الجيش الحر مهلة 48 ساعة قبل خروج الأمور عن سيطرتهم"، وطالبوهم "بالتفاوض عبر الصليب الاحمر"، كما اعلنوا "خروجهم عن الاعلام وان التفاوض لا يتم الا عبر الصليب الاحمر".وافادت الوكالة الوطنية للاعلام ان افرادا من الجناح المسلح لآل المقداد وصلوا الى مقر الرابطة في الرويس في الضاحية الجنوبية بكامل اعتدتهم "لتقديم الدعم لعائلة المخطوف".وأصدرت عشيرة آل جعفر بيانا تدعم وتساند فيه عشيرة آل مقداد وتتبنى ملاحقة خاطفي اللبنانيين على الأراضي السورية. والد حسان المقداد: الوجود للقويووجه والد حسان المقداد رسالة للجيش السوري الحر قال فيها: "كما تعاملوننا نعامل"، واكد انه "تم اختطافهم من خارج الضاحية الجنوبية من المنطقة المحميين فيها"، موضحا ان "التواصل سيكون عبر الاعلام لا غير". وأكد سليم المقداد والد حسان لـ "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أنه لا يخاف على ابنه، موضحًا ان الوجود على الارض هو للقوي لان العدالة فقدت، وكشف ان ابنه موجود في سوريا قبل الحوادث.وقال سليم "نحن لسنا الوزير السابق ميشال سماحة او الضباط الاربعة نحن عائلة عريقة مدعومة من العشائر"، ووعد بمفاجآت كبيرة في الايام القادمة. وكانت معلومات أفادت ليل الثلاثاء الأربعاء ان حافلتين تقلان عدداً من الركاب السوريين تم خطفهم في الضاحية الجنوبية لبيروت وتم اقتيادهم الى جهة مجهولة.الجناح العسكري لآل مقداد يتكفل بعمليات الخطفوأعلن "أمين سر رابطة آل المقداد" ماهر مقداد في مؤتمر صحافي، ان "الجناح العسكري لآل المقداد متكفل بكافة عمليات خطف عناصر وأنصار الجيش الحر على كافة الاراضي اللبنانية، وان عمليات الخطف تحدث بأعداد كبيرة"، واوضح ان "اولادنا لا نتركهم لانهم مظلومون".وحمل مسؤولية كل ما يحصل لحسان المقداد لـ "الدولة اللبنانية وللقطريين والسعوديين والاتراك" لانهم حسب قوله "رعاة الجيش السوري الحر". وقال إن "هناك سلطة لبنانية ولا يوجد دولة لبنانية، ونحن عشائر البقاع نعمل على الارض جميعا بشكل متضامن ولا نعمل وحدنا". وهددت عائلة المقداد بخطف رعايا خليجيين وأتراك في لبنان وقالت إن "قطر والسعودية وتركيا قد تتفاجأ بفقدان رعاياها في لبنان".وأضاف أن "عمليات الخطف تشمل الشمال البقاع عاليه وفي الجبل، وان اعلى رتبة من الجيش السوري الحر هي نقيب"، وكشفت العائلة ان "ما تم خطفه الى الآن هم فوق الـ 20 عنصرا". وعادت العائلة وأعلنت عن خطف 3 سوريين جدد قالت إن أحدهم من الممولين الكبار للثورة السورية وهو من آل شماع.وبثت قناة الميادين الاخبارية اليوم مقابلة مع احد الخاطفين من دون ان يكشف عن هويته او وجهه هدد فيها "بالتصعيد اذا لم يتم اطلاق سراح حسان"، مشيرا الى ان "كل السوريين في لبنان سيكونون اهدافا شرعية".وظهر خلال المقابلة اثنان من المسلحين الملثمين الذين يلبسون زيا عسكريا، بالاضافة الى اثنين من المخطوفين، يقول الخاطفون انهما ينتميان الى الجيش السوري الحر. من جهته، رفض مسؤول امني رفيع في اتصال مع فرانس برس التعليق على عملية الخطف، مضيفا "نعمل على حل القضية".وكان الجيش السوري الحر بث الإثنين شريطا يعلن فيه اعتقال المقداد. وفي الفيديو يقول الأخير إنه من حزب الله وأتى بعد "اجتماع" بالأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وأرسل مع 1500 عنصر من الحزب "لمساندة النظام الشيعي السوري".العشائر العربية في لبنان تحذر من المساس باللاجئين السوريينومع تصاعد وتيرة الأحداث في لبنان، وارتفاع منسوب الخطف للاجئين السوريين الفارين من العنف الممارس من قبل النظام في سوريا، من قبل مجموعات عشائرية محسوبة على تيارات شيعية، كحزب الله وحركة أمل، خرجت قبائل عربية في لبنان في منطقة البقاع، ببيان حذرت فيه العائلات المتواطئة على خطف السوريين من مغبة الاستمرار في ذلك أو التجرؤ على المسّ بمن سمتهم "ضيوفهم" في لبنان.جاء في البيان، الذي تلقت إيلاف نسخة منه، والممهور باسم العشائر العربية في لبنان، أنه "قامت مجموعة من قطاع الطرق وتجار المخدرات من الذين يتلقون أوامرهم من حزب إلهي، وينسبون أنفسهم للعشيرة، وهم منها براء، والجميع يعرف شيم وأخلاق العشائر العربية، بمحاولة خطف وتهديد أهلنا الآمنين وضيوفهم، إننا نحذر من أي اقتراب من مناطق العشائر العربية في لبنان، وخاصة وادي خالد، وعرب الحروك الفاعور، وعرب اللويس، وعرب الهرامشا العيدين، وعرب أبو عيد، وكل مناطق سكن العشائر العربية في لبنان، أو الاقتراب من أي ضيف موجود لدينا ويعرف بقانون العشائر (بالدخيل)، سوف يعلمون من هم العشائر العربية وكيف سيكون ردهم، إننا ننتظر من حكومة النأي بالنفس أن تتصرف كحكومة للبنان وتحمي أبناءها من قطاع الطرق وتجار الدم".