قال مسؤولون أمس الثلاثاء إن أنقرة تحقق في احتمال وجود صلات لسوريا بتفجير سيارة ملغومة الاثنين قرب حدود تركيا الجنوبية الشرقية مما يبرز المخاوف من أن يؤجج الصراع في سوريا عدم الاستقرار في أراضيها.وكان سيارة ملغومة انفجرت قرب مركز للشرطة في مدينة غازي عنتاب الصناعية التي تبعد نحو 50 كيلومترا عن الحدود السورية في وقت متأخر الاثنين مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص بينهم طفل عمره 12 عاما.ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير لكن مسؤولين كبارا بالحزب الحاكم في تركيا أنحوا باللائمة على حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه جماعة إرهابية.وتخشى تركيا أن يستغل حزب العمال الكردستاني الذي بدأ تمردا في جنوب شرق البلاد منذ قرابة ثلاثة عقود حالة الفوضى في سوريا لتوسيع نطاق نفوذه واتهمت الرئيس السوري بشار الأسد بتزويد مقاتلي الحزب بالسلاح.ونقل موقع "فرات نيوز" الإخباري القريب من حزب العمال الكردستاني بيانا عن الحزب ينفي فيه صلته بالهجوم الذي وقع خلال الاحتفال بعيد الفطر المبارك . لكن مصادر أمنية قالت إنها تعتقد أن الانفصاليين الأكراد مسؤولون عن الانفجار. وقال عضو بالبرلمان يمثل غازي عنتاب وينتمي لحزب العدالة والتنمية للصحفيين "الهدف الآخر من الهجوم هو توجيه رسالة بشأن السياسة الخارجية لتركيا. الهجوم تم من خلال التعاون بين المخابرات (السورية) وحزب العمال الكردستاني."وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أكثر تحفظا حينما قال إنه في حين يجري التحقيق في إمكانية وجود صلات لسوريا بهجوم الأمس (الاثنين) إلا أنه لا تتوافر أي معلومات ملموسة حتى الآن.وقال للصحفيين في أنقرة "إذا كان هناك تشابه فإن أساليب وعقلية المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) وقوات بشار الأسد متشابهة في قتل المدنيين خلال عيد الفطر."وسعت تركيا في بادئ الأمر لإقامة علاقات طيبة مع حكومة الأسد لكن العلاقات تدهورت منذ بدء الانتفاضة ضده قبل 17 شهرا.وأصبح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من أشد المنتقدين للأسد وأثار احتمال التدخل العسكري في سوريا إذا أصبح حزب العمال الكردستاني يمثل تهديدا من هناك.وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية حسين جليك لصحيفة "حريت" التركية: "من المعروف أن حزب العمال الكردستاني يعمل بالتعاون مع المخابرات السورية. الأسد يميل إلى النظر إلى تركيا على أنها عدو."ونفى الأسد خلال حديث لصحيفة تركية في بداية يوليو أن تكون سوريا سمحت لحزب العمال الكردستاني بالعمل في مناطق سورية قريبة من الحدود التركية.لكن تركيا تشتبه في وجود صلات بين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وبين حزب العمال الكردستاني.ويعتقد المحللون الأتراك أن الأسد سمح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بتولي مسؤولية الأمن في بعض البلدات في شمال سوريا لمنع السكان هناك من الانضمام للجيش السوري الحر المعارض.وقال نائب رئيس الوزراء التركي بشير اطلاي في مؤتمر صحفي إن مركز الشرطة كان المستهدف من الهجوم وإن شاحنة كانت قطرت السيارة الملغومة وتركتها في المكان قبل وقت قصير من وقوع الانفجار.ورفض التعليق عندما سئل عن احتمال ضلوع سوريا في الهجوم قائلا إن التحقيقات مستمرة.وجاء الهجوم بعد يومين من بدء تركيا توزيع مساعدات غذائية وأخرى للسوريين الفارين من العنف. ويوجد في مدينة غازي عنتاب مركز لتلقي المساعدات الدولية حيث تواجه تركيا صعوبات لتوفير المأوى لما يقرب من 70 ألف لاجئ سوري.