قال نشطاء في المعارضة السورية إن الجيش النظامي أطلق قذائف على جنوب دمشق اليوم الأربعاء كما أطلقت طائرات هليكوبتر الصواريخ ونيران المدافع الرشاشة خلال هجوم لإحكام قبضة الرئيس بشار الأسد على العاصمة.واستخدم الجيش السوري الحكومي الدبابات وطائرات الهليكوبتر الحربية هذا الأسبوع في هجوم في شتى أنحاء العاصمة تزامنا مع رحيل مراقبين عسكريين تابعين للأمم المتحدة بعد مهمة فاشلة.وتفيد تقديرات الأمم المتحدة أن 18 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة بعد أن ردت الحكومة بعنف شديد على احتجاجات سلمية تحولت بعد ذلك إلى صراع مسلح.وقال نشطاء معارضون إن 47 شخصا على الأقل قتلوا في دمشق فيما وصفوه بأعنف قصف هذا الشهر. وقالت امرأة في كفر سوسة أحد الأحياء التي استهدفها هجوم الجيش للقضاء على مقاتلي المعارضة "دمشق كلها تهتز بأصوات القصف." وذكر نشطاء أن 22 شخصا على الأقل قتلوا في كفر سوسة إلى جانب 25 في حي نهر عائشة القريب.وقال نشطون من المعارضة إن القوات السورية قتلت صحفيا متعاطفا مع الانتفاضة لدى مداهمتها حي نهر عائشة في دمشق اليوم.وأضافوا أن الجنود قتلوا مصعب العودة الله الذي كان يعمل بصحيفة تشرين الحكومية رميا بالرصاص من مسافة قريبة بعدما دخلوا منزله أثناء مداهمة منازل في الحي.وقال نشط في المعارضة في كفر سوسة ذكر أن اسمه بسام لرويترز من خلال موقع سكايب "توجد 22 دبابة في كفر سوسة الآن ووراء كل منها 30 جنديا على الأقل. إنهم يداهمون المنازل ويعدمون الرجال."وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن أكثر من 250 شخصا منهم 171 مدنيا قتلوا في أنحاء سوريا أمس الثلاثاء وأغلبهم في دمشق وحلب ومدينة درعا في الجنوب.وقال نشطاء في ضاحية المعضمية بجنوب غرب دمشق إن قوات الأسد قتلت 86 شخصا هناك منذ يوم الاثنين نصفهم أعدموا. ولم يتسن التحقق من هذا التقرير.ولم يصدر على الفور تعليق من الحكومة على أحدث قتال لكن التلفزيون الحكومي عرض لقطات لأسلحة قال إنها صودرت من مقاتلي المعارضة في المعضمية إحدى أولى المناطق التي انضمت للانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا ضد الأسد.ويهدد هذا الصراع بتقويض استقرار دول مجاورة بينها لبنان حيث تصاعد العنف بين السنة والعلويين لليوم الثالث.وقالت مصادر طبية في لبنان إن عدد قتلى الاشتباكات بين الطرفين في مدينة طرابلس في شمال البلاد ارتفع إلى عشرة على الأقل واصيب أكثر من 100 في اشتباكات وصفها سكان بأنها من أعنف الاشتباكات التي شهدتها المدينة منذ الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت من عام 1975 إلى 1990.وأحيا الصراع في سوريا التوتر القديم في طرابلس بين العلويين المؤيدين للأسد في حي جبل محسن وجيرانهم السنة في حي باب التبانة.وفي سوريا فقدت قوات الأسد السيطرة على أجزاء من البلاد في الأشهر الاخيرة لكنها خاضت معارك ضارية في دمشق وفي حلب أكبر مدينتين في البلاد.وسمع مراسلو رويترز في حلب أصداء أعيرة نارية وقذائف تنفجر كل دقيقة. وحاول مقاتلو المعارضة التقدم في حي سيف الدولة على خط المواجهة في حلب لكنهم واجهوا وابلا من قذائف المورتر والقذائف الصاروخية. وفي أحد المواقع قطع إطلاق النار طريق الهرب أمامهم مع انفجار قذائف الدبابات بالقرب منهم.ودمر أغلب المنطقة وتسربت المياه من أحد المباني إلى الشارع. وقال التلفزيون الحكومي إن القوات الحكومية تلاحق "فلول العصابات الإرهابية المسلحة".وقال مسؤول عراقي محلي وقائد لمقاتلي المعارضة السورية إن القوات النظامية اشتبكت مع مقاتلي المعارضة اليوم الأربعاء للسيطرة على قاعدة عسكرية ومطار قرب بلدة البوكمال الشرقية على الحدود العراقية.وذكرت مصادر في المعارضة أمس أن القوات النظامية أخلت منشأتين أمنيتين في البوكمال مع تحقيق المعارضة لمكاسب بعد اسبوع من القصف العنيف.وأضافت أن المنشأتين تابعتان للمخابرات الجوية وجهاز الأمن السياسي في البوكمال على بعد 120 كيلومترا جنوب شرقي مدينة دير الزور.وقال القائد بالمعارضة السورية الذي يعرف باسم أبو خالد إن المقاتلين يسيطرون الآن على البوكمال التي تقع على جانبي طريق إمداد من العراق.ومع انزلاق سوريا إلى مزيد من الفوضى أبدت الولايات المتحدة واسرائيل قلقهما من احتمال أن يفقد الأسد السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيماوية أو أن تصبح لديه رغبة في استخدامها.ونشرت صحيفة كومرسانت الروسية اليوم تصريحات لمسؤول بوزارة الخارجية الروسية لم تكشف عن اسمه قال فيها ان موسكو تعتقد ان سوريا لا تعتزم استخدام الاسلحة الكيماوية وانها قادرة على تأمينها.وقالت ان "حوارا سريا" مع الحكومة السورية بشأن سلامة الترسانة الكيماوية أقنع روسيا بأن "السلطات السورية لا تعتزم استخدام تلك الاسلحة وانها قادرة على ان تبقيها بنفسها تحت السيطرة."وأنذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد يوم الاثنين "بعواقب وخيمة" إذا استخدم الأسلحة الكيماوية أو حتى نقلها بشكل ينطوي على تهديد مما دفع روسيا لتحذير الغرب من أي إجراء منفرد.واستخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) مرارا ضد قرارات بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت دول غربية وعربية تأمل أن تزيد الضغط على الأسد لإنهاء الصراع.