سنوات طويلة مرت على السيدة الأميركية "آرلين بريسر" ذات (51 عاما) وقد قضت معظم حياتها كبالغة بين جدران منزلها الواقع في ولاية إللينويز الأميركية دون حتى أن تخرج منه. فهي نادرا ما تركت منزلها فما بالك بأن تغادر حدود المدينة التي تسكن فيها. وساعدتها وظيفتها ككاتبة على كسب الرزق والعمل بدون أن تخطو خطوة خارج منزلها ،قد يكون ذلك غريبا جدا إلى أن تعرف أن آرلين تعاني من مرض "رهاب الخلاء" وهو مرض يعاني المصابون به من حالات خوف من الأماكن العامة المغلقة وأيضا حالات هلع من الأماكن المزدحمة بالناس.حالها كحال الكثير ممن يعانون من الحالات المرضية التي تسبب الانطوائية تتفاعل آرلين مع الناس بواسطة الإنترنت والشبكات الاجتماعية فقد كان لديها منذ عام من الآن 325 صديقا على الفيس بوك.هذه الحالة المرضية والتي عزلتها لهذه السنوات الطويلة وأيضا خروج أبنائها من المنزل للمضي قدما في حياتهم وقضاؤها للساعات الطوال وحيدة أمام جهاز الكمبيوتر، كل هذا هو دفعها لأن تثور على نفسها وأن تقوم بواحدة من غرائب الرحلات الشخصية. فقد قررت أن تسافر حول العالم وأن تلاقي مجموعة أصدقائها الـ 325 وأن تتعرف عليهم وجها لوجه.أطلقت آيرين على مشروع رحلتها اسم "وجها بـ الفيسبوك \ Face to Facebook" مستوحية هذه العبارة من العبارة الشهيرة "وجها بوجه \ Face to Face". هذا المشروع والذي يظهر كأنه سهل التحقيق يعد شبه مستحيل لمن قضت غالبية الـ 50 عاما من عمرها محبوسة بين جدران منزلها وأعراض مرضها.والآن، بعد ما يزيد على عام من رحلتها نجحت آيرين في السفر إلى 13 دولة حول العالم منها كوريا وإيطاليا وتايوان والفلبين وإيرلندا وماليزيا وبريطانيا وألمانيا. ركبت خلالها في 39 رحلة طيران ونجحت في لقاء 292 صديقاً وهو تقريبا 90 بالمئة من إجمالي قائمة أصدقائها وأما بقية العشرة بالمئة فمنهم من توفي ومنهم من لم يرد على طلباتها المستمرة للقائهم ومنهم من ألغى صداقته بها ومنهم من أصبح شهيرا جدا ليرفض طلبها.مهارات عديدة اكتسبتها آيرين أثناء رحلتها الغريبة منها تعلمت كيف تغني الأوبرا وكيف تصبح حارسة شخصية وكيف تقود الدراجات وغيرها الكثير.. هذه الرحلة أنتجتها الكاتبة في فيديو وثائقي بعنوان (Face to Facebook).