اتهم الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، أمس الجمعة، حركة النهضة الإسلامية، التي تقود الائتلاف الحاكم، بالسعي إلى "السيطرة على مفاصل الدولة"، مؤكدا أنها "ممارسات تذكر بالعهد البائد"، في إشارة إلى فترة حكم الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي. وأثارت تصريحات المرزوقي استياء حركة النهضة، التي حضر قياديوها افتتاح المؤتمر. وخطب راشد الغنوشي رئيس الحركة في الحاضرين قائلا: "نحن نخالف (المنصف المرزوقي) في كثير من الآراء، ونعتبر أنها لا تعبر عن (رأي حزب) المؤتمر". وغادر قياديون بارزون في النهضة قاعة المؤتمر احتجاجا على خطاب المرزوقي، ومن هؤلاء علي العريض وزير الداخلية، وسمير ديلو الناطق الرسمي باسم الحكومة، ووزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية، وعبد الفتاح مورو عضو مجلس الشورى في حركة النهضة. وقال المرزوقي في خطاب، ألقاه نيابة عنه أحد مستشاريه، في افتتاح المؤتمر العام الثاني لحزب "المؤتمر"، شريك حركة النهضة في الائتلاف الثلاثي الحاكم، ان "إخواننا في النهضة يسعون للسيطرة على مفاصل الدولة الإدارية والسياسية عبر تسمية أنصارهم (سواء) توفرت (فيهم) الكفاءة أم لم تتوفر"، نقلا عن تقرير لوكالة فرانس برس. وانتقد المرزوقي، الذي أسس حزب المؤتمر سنة 2001، "إصرارهم (حركة النهضة) على النظام البرلماني، والحال أننا لُدغنا من هذا الجحر مباشرة بعد الاستقلال، وعانينا نصف قرن من تبعات جمع حزب للسلطتين التنفيذية والتشريعية في بلد هيأته القرون للدكتاتورية لا للديمقراطية". ورفض حزبا "التكتل" و"المؤتمر"، شريكا حركة النهضة في الائتلاف الثلاثي الحاكم، وأحزاب معارضة مطلب النهضة اعتماد نظام برلماني صرف، ودعوا إلى نظام رئاسي معدل تتوزع فيه السلطات بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة. تحذير من انفجار الشارع وفي سياق آخر، اتهم منصف المرزوقي الحكومة، التي يرأسها حمادي الجبالي، أمين عام حركة النهضة، بالتباطؤ في إطلاق المشروعات التنموية "مما أدى إلى نفاد صبر مناطق حذرت كثيرا من انفجارها". وانتقد "تردد الحكومة في محاسبة الفاسدين وتسوية ملفات الجرحى وعائلات الشهداء (الذين سقطوا خلال الثورة التي أطاحت بنظام بن علي)". وحمّل المرزوقي بشكل غير مباشر الحكومة مسؤولية "تواصل عنف بعض السلفيين، مؤكدا أنه من واجب الدولة "كف أذاهم عن الناس، والتصدي بالقانون لمن يدمر صورة تونس ويشوه ثورتها".