شاركت مجموعة من الأفلام الإماراتية مؤخرا في فعالية ليالي السينما الخليجية التي أقيمت بمملكة البحرين، بمناسبة اختيار مدينة المنامة عاصمة للثقافة العربية للعام 2012، وتأتي هذه المشاركة الفنية والثقافية في إطار التعاون بين وزارة الثقافة البحرينية ومهرجان الخليج السينمائي بدبي، والذي عمل على مدى دوراته السابقة في احتضان التجارب السينمائية الإماراتية والخليجية الواعدة، وتشجيع المواهب الشابة وتزويدها بالخبرات البصرية والإبداعية المعززة لدور الفن السابع في المنطقة.المشاركةوتعليقا على هذه المشاركة يقول مسعود أمر الله المدير التنفيذي لمهرجان دبي السينمائي، ومدير مهرجان الخليج السينمائي، والمشارك مع الوفد الإماراتي لتفعيل برامج الليالي الخليجية في المنامة "الحدث بشكل عام يهدف إلى تسليط الضوء على إبداعات صانعي الأفلام في الخليج، من خلال عرض مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة والطويلة والوثائقية، وضم البرنامج الخاص بالحدث عددا من أبرز الأعمال السينمائية الإماراتية التي حظيت بانتباه نقدي وحازت على جوائز في مناسبات محلية ودولية مختلفة” وأضاف "تم تقسيم الليالي الستة في الحدث على ثيمات ومواضيع محددة لكل ليلة، بحيث يتم الاحتفاء بالأفلام التي تنتمي لفئة أو اتجاه معين، فكانت هناك ليلة الافتتاح، وليلة للأفلام الواقعية التي تحمل السمة التسجيلية، وليلة للفائزين وهي ليلة خصصت للأفلام الحائزة على جوائز أو شهادات تقدير في مناسبات سينمائية مختلفة، وليلة للأفلام القصيرة، وأخرى للأفلام الطويلة، وليلة المستقبل التي عرض خلالها الفيلم الإماراتي الطويل (دار الحي) للمخرج علي مصطفى، باعتبار أن هذا الفيلم يمثل نموذجا لفيلم روائي طويل ومتماسك يمكن الرهان عليه كشرارة أولي تضيء حماسة المخرجين في الخليج لإنتاج أعمال طويلة في المستقبل”.أهمية اللقاءوحول أهمية هذه اللقاءات السينمائية بين صناع الفيلم في الخليج، وأثر ذلك على الجمهور الخليجي الذي لا يحظى عادة بفرصة التعرف على هذه النتاجات الفنية الخاصة والمختلفة عن السائد، أشار أمر الله إلى أن ليالي الخليج في المنامة كانت مناسبة مهمة استطعنا من خلالها استقطاب عدد كبير من الجمهور البحريني ومن متابعي ومتذوقي فن السينما هناك، وأوضح بأن إقامة الحدث في ليالي شهر رمضان ربما كان له دور في هذا الإقبال الكبير، والذي يقدم مؤشرات بأن الفن النوعي له قاعدة وشريحة عريضة أيضا، وباتت تتفاعل بشكل إيجابي من خلال اللقاءات والنقاشات المفتوحة التي تقام عادة بعد عرض الأفلام.قفزات سريعةوفي سؤال حول ما ينقص السينما الخليجية الآن وحول الطموح أو الحلم الذي ما زال يراود المهتمين والقائمين عليها لنقل هذه التجربة الواعدة إلى منطقة أكثر عمقا وثباتا، قال أمر الله "السينما الإماراتية والخليجية حققت قفزات سريعة، لا نجدها في مناطق عربية كان لها حضور سينمائي مميز في السابق، وقطعت السينما الخليجية في الفترة السابقة مراحل تأسيسية مهمة وهي في طور التصاعد، وفي طور تقديم تجارب مبشرة ومتقدمة، وأرى أن تواصل هذا الحراك السينمائي واتساعه وتواصله مع قطاعات شعبية ورسمية في دول الخليج المختلفة، هو بحد ذاته يعد ترويجا للثقافة السينمائية الرصينة، وهو ما يحتاجه كل مشروع ثقافي أو فني جديد في المنطقة”.ويضيف "أعتقد أن وجود حدث سينمائي متخصص مثل مهرجان الخليج السينمائي، يعتبر أيضا محطة مهمة لانطلاق صناع الأفلام الخليجيين نحو الدول المجاورة والبعيدة أيضا، حيث ساهم المهرجان في إيصال صوت وصورة الواقع الخليجي إلى مهرجانات محلية وخليجية ودولية مختلفة، حيث تم التعاون في السنة الماضية مع جهات سينمائية مختلفة في أبوظبي، والكويت، والمغرب، وأستراليا، ومع مهرجان السينما العربية في مدينة مالمو السويدية لعرض هذه التجارب التي باتت تتميز بنضج فني عال، ولتحفيز السينمائي الخليجي المبدع كي يتواصل مع هذا الفن الطليعي، وتطوير عمله باتجاه ما هو أفضل وأكثر انحيازا للوعي المستقل والمتفرد والمبهج أيضا”. وعن الأفلام الإماراتية المشاركة في الحدث أشار أمر الله إلى أنها أفلام كانت تحمل ميزة خاصة، مثل تمتعها بحساسية فنية وبصرية مخلصة لشروط السينما سواء التسجيلية أو الروائية، مثل فيلم "سبيل” للمخرج خالد المحمود وفيلم "بنت مريم” للمخرج سعيد سالمين، وفيلم "هنا لندن” الذي كتب نصه الإماراتي محمد حسن أحمد، أو كون الفيلم مرتبطا بتجربة استثنائية مثل إنتاج أول فيلم إماراتي روائي طويل يحظى بحضور جماهيري لافت امتد لأسابيع في صالات السينما التجارية مثل فيلم "دار الحي” للمخرج علي مصطفى.ونوه أمر الله إلى أن صناعة الفيلم في المنطقة مقبلة خلال السنوات القادمة على مرحلة زاهية وقال إن هناك مؤشرات ودلائل باتت تتشكل في هذا المناخ الفني الخاص وتؤكد على ازدياد الوعي السينمائي والتقني في هذا السياق، وأشار إلى أن اختيار فيلم مثل "هنا لندن” للمخرج البحريني راشد بوعلي ومن كتابة كاتب سيناريو إماراتي هو محمد حسن في مهرجان بوسان الكوري، وكذلك اختيار الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجة السعودية هيفاء المنصور في مسابقة آفاق بمهرجان البندقية الإيطالي العريق، وظهور أفكار ومواهب جديدة ومؤثرة، هي كلها جهود مبشرة، وانجازات ملحوظة تدعم رؤيتنا لمستقبل موعود بالكثير من المفاجآت المفرحة والبشارات المقرونة بحركة سينمائية متسارعة ومتنامية ولا تعرف التوقف أو الثبات عند مرحلة بعينها.
Variety
الإمارات تشارك بفعالية في ليالي السينما الخليجية بالبحرين
25 أغسطس 2012