يباشر صندوق تنمية الموارد البشرية في السعودية السبت المقبل تفعيل برنامج دعم رواتب المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية تنفيذاً للأمر الملكي لمن تنطبق عليهم المسميات المعتمدة. ويهدف البرنامج إلى زيادة رواتب المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية، بحيث يبدأ الراتب بخمسة آلاف ريال مضافاً إليه 600 ريال بدل نقل، ويدعم الصندوق 50% من الراتب؛ بالإيداع في حساب الموظف المستحق مباشرة، على أن تتولى المدرسة الأهلية صرف حصتها من المرتب الشهري، وفقا لصحيفة الرياض.واعتبر عثمان بن طارق القصبي المتخصص في اقتصاديات التعليم العام والمشرف العام على مدارس الرواد والنخبة، أن بدء التطبيق للتنظيم الجديد الداعم للمعلم المواطن والمعلمة.. خطوة هامة جداً في استقرار المهنة في المدارس الأهلية، وتقليل الاعتماد على المعلم المقيم، وكذلك الحد من تسربهم إلى الوظائف الحكومية؛ مشيراً في هذا الصدد إلى ان قطاع التعليم هو الموظف الأول للسعوديين في القطاع الحكومي (أكثر من 60 في المائة يعملون بالتعليم، و84 في المائة يعملن بالتعليم)، وهناك في المقابل أكثر من 30 ألف من المعلمين والمعلمات يعملون في قطاع التعليم الاهلي.. وهؤلاء في الحقيقة يجب أن يكون لهم اهتمام خاص ودعم يتناسب مع طبيعة مهنتهم، والدور الذي يقومون به ضمن مشهد التعليم العام على وجه العموم.وطالب عثمان القصبي بإعادة هيكلة آلية الدعم الحكومي للمدارس التعليم العام، وفق تنظيم يرفع من مخرجات هذا القطاع، مقترحاً تصنيفها بناء على نتائج المركز الوطني للقياس والتقويم، واضاف: أعتقد أن ربط الدعم الحكومي للمدارس الأهلية بتصنيف وزارة التربية والتعليم للمدارس الاهلية الذي يقيس مستوى الطلاب الدارسين فيها؛ أجدى من ربطها بعدد الطلاب، بحيث يرتبط الدعم بنتائج اختبارات مركز القياس التي تضع تصنيفاً مرتباً للمدارس، بحيث لا يقتصر التقييم على المباني واستيفاء المتطلبات النظامية فقط، وإنما يشمل المخرجات النهائية وهم الطلاب والطالبات.ويرى القصبي أن التصنيف سيخلق تنافسية عالية في قطاع التعليم الاهلي، يجعله على المدى البعيد متفوقاً على الحكومي، مستشهداً بحصول المدارس الأهلية على ثمانية مقاعد من أفضل عشر مدارس بالمملكة، ضمن ترتيب المدارس على مستوى المملكة الصادر عن مركز القياس، مقابل مقعدين فقط (الرابع والخامس) للمدارس الحكومية، أي أن 80 في المائة من المراكز العشرة الأوائل لمدارس أهلية.وشدد القصبي على أهمية تقييم المدرسة والمعلم والنظام التربوي ككل من خلال المخرج النهائي وهو الطالب، ذلك أنه يقود إلى التركيز على التعلم بدلا من التعليم، للرفع من مستوى التعليم العام، وهذا ما لمسناه من خلال مسابقة (قياس يرفع الراس) في مدارسنا، حيث قمنا بربط حوافز المعلمين فيها بمستوى الطلاب من خلال اختبارات قياس موحدة، وبالتالي أصبح المعلم ذاتيا يسعى لرفع مستوى طلابه تربويا وتعليميا للحصول على مركز متقدم في هذه المسابقة التي لا تكتفي بالحافز المادي فقط (مجموع الجوائز نصف مليون ريال) وإنما تحفزه معنويا من خلال حفل سنوي يليق به كمعلم متميز.وتمنى القصبي التوفيق للطلاب والطالبات وجميع منسوبي التعليم العام والاهلي في المملكة بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، مطالبهم جميعاً بترجمة الدعم الحكومي لقطاع التعليم في المملكة.