كتب - حسن الستري:قال أمين عام جمعية الوسط العربي الإسلامي أحمد سند البنعلي، إن الخليج سيبقى عربياً، داعياً أبناء العالم العربي سُنة وشيعة مسلمين ومسيحيين إلى مواجهة مخططات التقسيم الطائفي والعرقي عبر مشروع نهضوي جامع. وأضاف خلال مؤتمر "عروبة وأمن الخليج بين الواقع والتحديات”، أن اللقاء "خطوة لتصحيح الفكر، ودورنا لا يقتصر في الحديث وتقديم الأوراق، بل يجب أن يتفاعل مع الشارع العربي ليكون حاجزاً وسداً منيعاً أمام أي محاولة لإفقاد المنطقة عربية هويتها، فهناك أجزاء كثيرة من أرضنا العربية خاضعة للاحتلال، ولدينا شعب عربي محتل منذ 9 عقود، دون إعلام أو صوت عربي يدافع عنه”.وقال إن التركيبة الديموغرافية في البحرين تمثل ملعباً مناسباً لإيران، ويمكن لإيران التمدد في مناطق أخرى لجعل الخليج فارسياً، ولكن "بتكاتفنا سيظل الخليج عربياً، ولن يغير منه احتلال فارس لضفته الشرقية أو سيطرتها على العراق”.وتابع "نحن في الجمعية نؤمن أن الخليج عربي الهوى وسيظل كذلك، والأحواز أرض محتلة تملك حق الاستقلال، والأمة العربية عزيزة بإسلامها، ولابد أن تنال وحدتها، ونسعى من خلال مؤتمر يضم نخبة مفكرين للتحاور في عروبة الخليج ومناقشة قضية الأحواز المحتلة”.من جهته قال رئيس الهيئة المركزية بالجمعية ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر د.جاسم المهزع "الأمة العربية تصنع تاريخها بأيدٍ قوية، وتقف على أرضٍ صلبة، تكالب عليها المستعمرون ورغم ذلك لاتزال كالبنيان المرصوص”.وأضاف عضو المكتب السياسي للحزب العربي الناصري عبدالغني عبدالمطلب "نسعد لوجودنا في حوار تأخر كثيراً، بعد أن حاول الاستعمار الفصل بين مناطق الوطن العربي، وكان الخليج العربي هدفاً للاستعمار البريطاني ثم الفارسي إبّان الحكم الصفوي، حتى ثارت الشعوب طلباً للحرية واستقلال القرار السياسي، وكان طبيعياً أن يُدرك الاستعمار خطر الثورات على مستقبل وجوده بالمنطقة، فدبر لضرب المشروع العربي عام 1967 وأخرج مصر من الحظيرة العربية عبر اتفاقية كامب ديفيد، وذهب أبعد من ذلك وسعى لفصل الخليج العربي عن شعوب الوطن كي يجعل من كل بلد عربي سوقاً رائجة لبضاعته”.وتابع "المشروع الأمريكي بعد احتلال العراق وتقسيمه طائفياً، ودخول قوات الناتو ليبيا ومحاولة تقسيمها، واختراق الثورة المصرية وحركة الشعب السوري ومطالبه العادلة يجب التصدي لها، ونحن بصدد عودة الاستعمار، وسعيه للخروج من أزمته على حساب شعوبنا العربية للسيطرة على منابع الثروة في العالم العربي”.ودعا إيران نظاماً وشعباً إلى احترام علاقة الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية، لأن إضعاف العرب ليس في صالحهم، مشيراً إلى أن القوى العربية تمثل مع إيران حائط صد في مواجهة الخطر الاستعماري، ولن يتمكن أحد من مواجهة هذا الخطر بمفرده، داعياً تركيا إلى التخلي عن حلم استعادة أمجاد الدولة العثمانية.وأضاف "أي حديث عن طائفية أو عرقية يدور في فلك الاستعمار، فالعرب شيعة وسُنة لحمة واحدة في مواجهة الاستعمار، وحدثنا التاريخ كيف أنهم واجهوا الاستعمار، والأمة بمسلميها ومسيحييها شركاء في الوطن، وليس لدينا بديل عن التوحد ومقاومة مخططات التقسيم الطائفي والعرقي والتمسك بإحياء مشروعنا النهضوي، فلا خليج عربياً بغير الشام ومصر، نحن شعب واحد ووطن واحد في المواجهة، لأن وحدة الخطر والعدو تتطلب أن يترفع جميع الحكام عن طموحاتهم، والتسامي عن روح تمزق سادت زمناً طويلاً بعد اتفاقية كامب ديفيد”.ومن المقرر أن يناقش المؤتمر اليوم 4 أوراق، تتناول الأولى "الواقع التاريخي والجغرافي للخليج العربي”، يقدمها أستاذ الجغرافيا بجامعة البحرين د.محمد أحمد، والثانية لأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الكويت د.محمد غانم الرميحي بعنوان "تاريخ الحركة الوطنية بمملكة البحرين والتأثير القومي والطائفي”، والثالثة لمساعد وزير الخارجية المصرية السابق د.محمد نعمان جلال تحمل عنوان "مصر وأمن الخليج العربي”، والرابعة لرئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ورئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري د.محمد السعيد إدريس بعنوان "التحديات التي تواجهها منطقة الخليج العربي في ظل الحراك الشعبي”.ويناقش المؤتمر غداً 4 أوراق، تتناول الأولى مستقبل الحراك الشعبي في الوطن العربي للكاتب والمفكر القومي محمد عبدالحكم دياب، والثانية لأستاذ القانون الدولي بالمملكة العربية السعودية د.محمود المبارك بعنوان "التدخلات الإقليمية في دول الخليج العربي في منظور القانون الدولي”، والثالثة عن "تاريخ الحركة الوطنية العربية الأحوازية” للمعارض الأحوازي المقيم بالخارج عباس جعفر عبود عساكرة، فيما تحمل الرابعة عنوان "البحرين الواقع والمستقبل ـ وثيقة البحرين” لأمين عام جمعية الوسط العربي الإسلامي أحمد سند البنعلي.