شهدت مدينة طرابلس شمال لبنان ليلة هادئة نسبيا، رغم بعض الخروقات المحدودة في بعض محاورها، في أعقاب الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها عناصر الجيش اللبناني المتمثلة في تسيير دوريات مدرعة بشكل مكثف، وإقامة الحواجز الثابتة وتفتيش السيارات والتدقيق في هوية قائديها، وذلك بمختلف الأحياء التي كانت مسرحا للاشتباكات طوال الأيام الماضية.وشهدت شوارع المدينة حركة سير شبه طبيعية بعد أن فتحت المؤسسات والمحال التجارية والأسواق أبوابها أمام المواطنين، عقب اشتباكات مسلحة هددت حالة الاستقرار والأمن أرجاء المدينة خلال الأيام الماضية، وأدت إلى تعرض حياة الآمنين للخطر، وأسفرت عن مصرع وإصابة العشرات خلال تلك المواجهات بين السنة والعلويين المؤيدين للنظام السوري.وجدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي تأكيده على أن الأمور في طرابلس متجهة إلى الاستقرار، رغم بعض الخروقات المحدودة، مشيرا إلى أن الجيش يتخذ كل ما يلزم من تدابير لضبط الوضع وإعادة الهدوء إلى المدينة.فيما وصف وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي وهو أحد أبناء المدينة، الليلة الماضية بأنها "هادئة للغاية مقارنة بما شهدته فى الأيام الماضية، بعد الإجراءات الأمنية الصارمة التي اتخذها الجيش في طرابلس، والتي ساعدت كثيرا للحد من أعمال العنف والانفلات الأمني وحرق ونهب المحال على أسس طائفية"، معربا عن أمله في أن تستكمل إجراءات الجيش لاستتباب الأمن بطرابلس.ومن جهته، أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة الذى احتضن عدة اجتماعات لمناقشة تلك الأوضاع، أن الأمور في طرابلس تميل نحو الهدوء الكامل وترسيخ وقف إطلاق النار ذلك بفضل فاعليات المدينة والجيش اللبناني.ولفت إلى أن الجيش اللبناني هو المخول بفرض الهدوء في المدينة، وأن الاجتماعات التي تعقد بصفة دورية لحين استتباب الأمور بشكل طبيعي، ومن بينها الاجتماع الذي عقد مؤخرا في منزل رئيس الحكومة "نجيب ميقاتي"، ناقشت دور الدولة وضرورة الاضطلاع بمسئولياتها لوقف هذه المشاهد المفزعة التي تعرض أمن وحياة المواطنين للخطر.وأضاف: أن جموع الحاضرين خلال هذا الاجتماع أكدوا أن أي خرق لوقف إطلاق النار من جبل محسن أو المناطق المحيطة به سيترك أمره للجيش اللبناني ليقوم بمعالجته كيفما يشاء، مشددا على أنه لا يمكن أن يستمر 500 ألف مواطن من سكان طرابلس تحت رحمة مسلحي جبل محسن وتتعطل أعمالهم وأرزاقهم.فيما اعتبر عضو كتلة "المستقبل" "خالد زهران"، أن ما يحدث فى طرابلس هو هدنة مؤقتة، لافتا إلى أن الكل يبذل قصارى جهده من أجل توقف مظاهر القتال والعنف في المدينة، مشيرا إلى أن الوصول لحل جذري لم يأت بعد، وهو ما يعني أن الأوضاع مهددة بالانفجار مرة أخرى في أي لحظة، كون المشاكل يجب أن تعالج من الجذور.ولفت زهران إلى ضرورة وجود حل إنمائي لوقف الأحداث التي تتكرر في طرابلس، وإيجاد حل لمشكلة السلاح في المدينة وبخاصة في جبل محسن الذي وصفه بأنه يحتضن ترسانة أسلحة من العيار الثقيل.
International
هدوء حذر يشوب طرابلس اللبنانية والجيش يمنع مظاهر التسلح
27 أغسطس 2012