عواصم - (وكالات): أكدت مصادر أمنية عراقية مقتل 45 شخصاً وإصابة 190 بجروح في 20 هجوماً بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة استهدفت 14 مدينة في العراق قبل أسبوع من انعقاد القمة العربية في بغداد المقررة في 29 مارس الجاري، فيما خيم شبح الموت المتنقل على البلاد في الذكرى التاسعة للغزو الأمريكي للعراق. وقررت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي من الأحد المقبل 25 مارس الجاري حتى الأول من أبريل المقبل، ما يجعل البلاد في وضع شبه معطل لحين انعقاد القمة. ويرى بعض المراقبين هذا القرار جاء إثر تذمر بين المواطنين إثر زيادة الإجراءات الأمنية التي بدأت منذ أيام لتأمين نجاح انعقاد القمة، وسببت زحامات مرورية خانقة. ففي بغداد أعلن مصدر في وزارة الداخلية مقتل 4 وجرح 8 بينهم ضابط في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في منطقة العلاوي. وفي هجوم آخر، قال مصدر الداخلية إن 3 من حراس كنيسة مارتوماس في منطقة المنصور، قتلوا في هجوم مسلح قرب الكنسية. كما أعلن المصدر ذاته عن وقوع انفجار بسيارة مفخخة مركونة داخل مرآب للسيارات يقع مقابل مبنى وزارة الخارجية في منطقة الصالحية. وأكد مقتل 3 أشخاص وجرح 9 ووقوع أضرار مادية في المباني المجاورة. إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد تفكيك 6 سيارات مفخخة واعتقال إرهابيين اثنين في مناطق متفرقة في بغداد. وفي المحمودية، أُصيب 6 أشخاص بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدف المدنيين. وفي كركوك، قال الرائد سلام زنكنة إن «سيارة مفخخة انفجرت عند مقر مديرية شرطة كركوك، أسفرت عن مقتل 13 من عناصر الشرطة و50 جريحاً بينهم 45 شرطياً». وكشف قائد شرطة كركوك اللواء جمال طاهر بكر في وقت لاحق، بأن «الهجوم كان انتحارياً وتنظيم القاعد يقف من ورائه. وفي كربلاء، أعلن المتحدث باسم شرطة المدينة عن انفجار عبوتين ناسفتين عند مطعم ومرآب للسيارات شمال المدينة. بدوره، أشار المتحدث باسم دائرة صحة كربلاء جمال مهدي إلى «تلقي 13 جثة بينها 5 لزوار إيرانيين و48 جريحاً بينهم 6 إيرانيين، إضافة إلى نساء وأطفال». وفي الحلة، قال مسؤول اللجنة الأمنية في محافظة بابل حيدر الزنبور إن «شخصين قتلا وأُصيب 31 بجروح بانفجار سيارة مفخخة في شارع تجاري وسط الحلة». وفي الرمادي، أعلن ضابط في الشرطة «مقتل شخصين وإصابة 11 آخرين في انفجار سيارة مفخخة استهدف دورية للجيش وسط المدينة».كما أعلن المتحدث باسم مجلس المحافظة محمد فتحي تعرض موكب المحافظ قاسم محمد عبد إلى هجوم بانفجار سيارة مفخخة أدى إلى إصابة اثنين» مؤكداً «نجاة المحافظ من الهجوم». وفي الموصل، أُصيب جنديان ومدني جراء انفجار عبوة ناسفة شرق المدينة. ودان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي الهجمات وقال إنها «تهدف إلى إفشال عقد المؤتمر الوطني والقمة العربية». وحمّلت القائمة العراقية حكومة بلادها مسؤولية حفظ أرواح المواطنين العراقيين وطالبتها بإطلاعهم على أسباب الخروقات الأمنية واستمرار سقوط العشرات بين قتيل وجريح.ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي جميع العراقيين إلى الوحدة والتكاتف والتمسك بالهوية الوطنية الجامعة التي يتساوى أمامها العراقيون بكل قومياتهم وأديانهم وطوائفهم.ونددت دول عربية وغربية الهجمات. وأدانت وزارة الخارجية السورية بشدة التفجيرات، مشيرة إلى أن «يد الإرهاب واحدة» في سوريا والعراق. كما دانت الولايات المتحدة الهجمات، وقالت إنها محاولة سافرة للمتطرفين لتقويض التقدم الذي أحرزه الشعب العراقي. من جهتها، نددت روسيا بالتفجيرات، معتبرة أنها محاولة لإفشال القمة العربية. وأدان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألستير بيرت التفجيرات، ووصفها بالخسيسة.وفي سياق آخر، أكدت تقارير نقلاً عن مصادر في مقر جامعة الدول العربية أن عدداً من مسؤوليها الكبار تلقوا رشاوى من الحكومة العراقية بلغت ملايين الدولارات، الهدف منها قيام هؤلاء المسؤولين بترويج تقارير عن العراق قبل عقد القمة العربية ببغداد وبعدها، تشير إلى عدم وجود مشكلات في العراق وأن العراق يعيش حالة استقرار دائم، لجذب الوفود العربية إلى بغداد.