عواصم - (وكالات): في أجواء حزينة، ودعت مصر رأس الكنيسة الأرثوذوكسية البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي ظل راعيهم الأول على مدى 4 عقود قبل أن يغيبه الموت السبت الماضي. ودفن البابا شنودة الثالث في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في حضور حشود من محبيه الذين تدافعوا وتسابقوا للاقتراب من نعشه.واحتشد آلاف المصريين حول السيارة التي كانت تقل جثمانه لدى وصولها إلى دير وادي النطرون وظلت قوات الشرطة العسكرية غير قادرة على السيطرة على الموقف. وبعد ذلك، تم إنزال النعش من سيارة الإسعاف التي نقلته من مطار عسكري إلى الدير شمال القاهرة. وبدأت مراسم تشييع البابا في مقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة بقداس ترأسه رئيس الكنيسة القبطية الإثيوبية البطريرك ابون بولس الذي جاء من أديس أبابا. وبعد انتهاء القداس تم نقل النعش إلى مطار ألماظة العسكري شرق القاهرة حيث قامت طائرة عسكرية بنقله مرة أخرى إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون حيث دفن عملاً بوصية شنودة الثالث نفسه. وكان البابا شنودة الثالث راهباً في الدير في بداية حياته ثم حددت إقامته فيه عام 1981 في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات الذي كان على خلاف كبير معه. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذت والتي اقتضت وضع قيود على الحضور والسماح لمن يحملون دعوات من البطريركة فقط بالمشاركة في الجنازة، فإن آلافاً تجمعوا خارج الكاتدرائية رافعين صور البابا.وشارك سفير البحرين لدى مصر، والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة في مراسم الجنازة. وأكد السفير البحريني أن الفقيد كان قامة كنسية وسياسية كبيرة قدم الكثير لبلاده والإنسانية حيث كان صوت الحكمة والتواضع والاعتدال والوحدة الوطنية، وكان رمزاً للسلام والمحبة ويؤمن بالتسامح والتعايش بين الطوائف والأديان. وعبر أعضاء المجمع المقدس عن شكرهم وتقديرهم على المشاعر الطيبة والتي تؤكد عمق العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين. كما حضر قداس الجنازة بعض أعضاء المجلس العسكري الحاكم و4 من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية هم عمرو موسى وأحمد شفيق وحمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح إضافة إلى رئيس مجلس الشعب سعد الكتاتني.وقرر المجلس العسكري إعلان حداد وطني في البلاد وبث التلفزيون الرسمي مراسم التشييع بثاً مباشراً.وتولى الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة موقع قائمقام البابا إلى حين انتخاب بابا جديد وهي عملية معقدة قد تستغرق عدة أشهر.ويعد الأنبا باخوميوس الثاني في ترتيب أقدمية الترسيم بعد الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط الذي اعتذر عن تولى الموقع لأسباب صحية. وسيقوم مجلس من 1500 شخص، مكون من أعضاء المجمع المقدس والمجلس الملي إضافة إلى شخصيات عامة من بينهم الوزراء والنواب السابقون والحاليون وصحافيون، بالاقتراع على المرشحين لمنصب البابا ثم تجرى «قرعة هيكلية» بين المرشحين الثلاثة الحاصلين على أعلى الأصوات لاختيار البابا.