أعلن رئيس النيابة ورئيس وحدة التحقيق الخاصة بالنيابة العامة نواف حمزة أن تقرير الطبيب الشرعي، أكد خلو جثمان المتوفي حسام الحداد من أية إصابات رضّية أوغير رضّية أو كدمات، مما يجزم بعدم تعرضه للاعتداء ، وأن المَسحات المأخوذة من يديه الحداد جاءت موجبة للجاوزلين " البترول".

ونوه حمزة في تصريح اليوم الخميس إلى أن المتوفي كان ملثماً وشرع  في إلقاء عبوة حارقة مشتعلة مُستهدفاً أحد أفراد القوة الذي كان على مقربة منه.

في الوقت نفسه قال حمزة إن النيابة العامة وجهت إلى الشرطي تهمة القتل العمد بشكل مبدئي ، مؤكداأن التحقيقات قد تسفر عن ثبوت هذه التهمة بشكل نهائي أو تنتهي إلى ثبوت حالة الدفاع الشرعي عن النفس والتي هي سبب من أسباب الإباحه، علماً بأن مجريات التحقيقات حتى الآن ترجح توفر حالة الدفاع الشرعي عن النفس.أما المتهم فقد أنكر التهمة مبرراً أنه أطلق العيار الناري على المجني عليه للدفاع عن النفس كون الأخير استمر في مهاجمة الدورية رغم إطلاق طلقتين تحذيريتين، وأنهُ  كان بصدد إلقاء عبوة مولوتوف حارقة عليه من مسافة قريبة جداً مستهدفاً قتله أو اصابته.

وأوضح أن أفراد القوة التي كانت برفقته وتعرضت للهجوم أيدت ما قاله المتهم، إذ جاء في مضمون شهادتهم أن المسافة بين المتوفي والمتهم كانت تقل عن خمسة عشر متر، وأنه كان ممسكاً بالعبوة الحارقة بيده اليسرى وهي مشتعلة بالفعل موجهاً إياها في اتجاه جسد المتهم، وأن إطلاق العيار الناري باتجاهه حال دون رميها صوب جسد المتهم.

وقررت النيابة بعد توجيه الاتهام أخلاء سبيل المتهم ومنعه من السفر، منوهاً أنه في حال ظهرت مستجدات تغير مجرى التحقيق من الممكن أن تتخذ النيابة أي اجراء آخر تجاه المتهم.

والد الحداد لم يقدم شكوى

كما أشار حمزة إلى أنه رغم التصريحات الصحفية لوالد المتوفي حسام الحداد عن تعرض ابنه للاعتداء من قبل المدنين، فإنه لم يتقدم بأي شكوى في هذا الصدد للنيابة حتى يومنا هذا، ناهيك أن الطبيب الشرعي خلص إلى أن الوفاة من طلقة رشية ولا أُثر لاصابات أو كدمات أو رضوض في حسد المتوفي.

وأجمع شهود الواقعة  على عدم وجود مدنين قاموا بالاعتداء على المجني عليه بالضرب.

وفي تفاصيل الواقعة سرد نواف حمزة تسلسل الأحداث فقال إنه في غضون العاشرة من مساء الجمعة 17 أغسطس الحالي والموافق 29 رمضان، تلقت النيابة العامة إخطاراً بحدوث حالة وفاة في شارع الخليفة بالمحرق في أعقاب محاولة تعدي على إحدى دوريات الشرطة فانتقل رئيس وحدة التحقيق الخاصة على رئس فريق من المحققين برفقة أعضاء مُختبر البحث الجنائي وتم معاينة مسرح الجريمة بالكامل حيث تبين أنه شارع تجاري بمنطقة سكنية بها أسواق تجارية مزدحمة بالمتسوقين والعائلات.

وتبين وجود آثار حريق على دورية للشرطة، ووجود آثار بقع حرائق في أماكن كثيرة من الشارع والمحلات التجارية فضلاً عن تضرر سور مطعم بصورة مباشرة وكذلك الاعلان الخاص به.

عبوات حارقة ودرعان لصد المقذوفات

وعثر المحققون والمختصون من مختبر البحث الجنائي أثناء فحص مسرح الجريمة على صندوق بأحد الممرات يحتوى على عدد كبير من عبوات المولوتوف الحارقة ودرعين مُخصصين لصد المقذوفات، وتم التحفظ عليهم. 

  وتابع حمزة أنه تمت معاينة جثمان المتوفي فتبين أنه ذكر في منتصف العقد الثاني من العمر مقيم بذات المنطقة، وجد به إصابات رشية في الجانب الأيمن من الجسد على الصدر والظهر وكذلك اليد اليمنى، ونزيف محدود من الفم باتجاه الجانب الأيمن من الوجه.

 كما تبين بالمعاينة الظاهرية عدم وجود أية اصابات بعموم جسد المتوفى، وقد انتدبت وحدة التحقيق الخاصة الطبيب الشرعي لتوقيع الفحص الشامل.

سماع 6 شهود عيان دون تحديد هوية المعتدين

من جهتها باشرت وحدة التحقيق الخاصة سؤال ستة شهود من المتواجدين على مسرح الجريمة واستدعائهم لمقر النيابة العامة وسؤالهم في نفس الليلة حيث شهدوا جميعاً أن مجموعة من الأشخاص يتراوح عددهم بين 25 و 30 هاجموا دورية الشرطة المتواجدة بذلك المكان، إذ قاموا بإلقاء عدد كبير من عبوات المولوتوف الحارقة على الدورية فأحدثوا أضرارا بها بالإضافة إلى بعض المحلات والسيارات المارة والمتوقفة، وأنه الاعتداء استمر بضعة دقائق، ولم يتمكن أى منهم من تحديد هوية المخربين، أو مشاهدة واقعة إصابة المتوفي وقت حدوثها نظراً لحالة الفوضى والرعب التي عمت المنطقة بأكملها، لتواجد عائلات كثيرة كانت تتسوق استعداداً لعيد الفطر المبارك.

إطلاق طلقتتين تحذيرتين والاعتداء مستمر

ولفت حمزة إلى أن وحدة التحقيق الخاصة استدعت كافة أفراد الدورية التي تعرضت للإعتداء، اللذين أكدوا جميعاً أن أحد أفراد الدورية كان متوقف خارجها لمراقبة الحالة الأمنية، و فوجئ في غضون التاسعة والنصف مساءً بهجوم عدد كبير من الأشخاص يتراوح عددهم بين 25 و 30 على الدورية مستخدمين عبوات المولوتوف الحارقة التي تطايرت في كافة الأنحاء محدثة أضرار بالدورية والممتلكات العامة والخاصة فخرج جميع أفراد الدورية وقام إثنان منهم بإطلاق طلقتين تحذيريتين إلا أن المخربين استمروا في اعتدائهم الذي شكل خطر جسيم على المارة والعائلات التي كانت متواجدة بالمكان للتسوق.

حسام شرع في إلقاء ملوتوف على شرطي

ونوه إلى أن المتوفي  كان ملثماً وشرع  في إلقاء عبوة حارقة مشتعلة مُستهدفاً أحد أفراد القوة الذي كان على مقربة منه مباشرة، فقام المتهم بإطلاق طلقة واحدة من نوع الشوزن في اتجاه المتوفي فأحدث اصابته في الجانب الأيمن من الجسد واليد اليمنى.

تقرير الطب الشرعي يصدّق رواية المتهم

في سياق متصل قال رئيس النيابة نواف حمزة  إن تقرير الطب الشرعي جاء متفقاً مع رواية المتهم وكافة الشهود اذ ثبت منه ان الاصابة النارية الرشية التي حدثت بالمتوفي احدثت اصابات بالخصر الأيمن وكان اتجاه الإطلاق اساسا من جهة يمين المتوفي وقد اصابته بعض الرشات بالظهر اثناء استدارته جهة اليسار وان سبب الوفاة هو اختراق الرشات للخصر الأيمن احدثت تهتكات بالرئة اليمنى والكبد.

 وصاحب ذلك نزيف داخلي بالصدر والبطن، وأكد التقرير خلو الجثمان من أي إصابات أخرى سواء كانت رضية ام غير رضية او أي كدمات او تجمعات دموية اخرى ممايقطع بعدم تعرضه لأي اعتداء بدني قبل اوبعد حدوث اصابته التي نتج عنها الوفاة.  

يدا المتوفي تحمل أثار البترول

كما ورد ورد في تقرير المختبر الجنائي أن المَسحات التي أخذت من اليد اليمنى واليسرى للمتوفي كانت جميعها موجبة للجازولين (البترول)، وهذا ما أكدته الرواية الواردة في أقوال جميع شهود الواقعة الذي تم الاستماع لأقوالهم، كما تبين أيضاً من فحص الزجاجات المضبوطة داخل صندوق بأحد الممرات الملاصقة احتوائهم جميعاً على مادة الجازولين (البترول).

تهمة االقتل العمد

وبعد أجراء التحقيقات والاستماع للشهود الواقعة وجهت النيابة العامة إلى المتهم تهمة القتل العمد فأنكرها، معللاً إطلاق العيار الناري على المجني عليه بأن الأخير استمر في مهاجمة الدورية بعد اطلاق طلقتين تحذيريتين، وأنهُ كان بصدد إلقاء عبوة مولوتوف حارقة عليه من مسافة قريبة جداً مستهدفاً قتله أو اصابته فاضطر إلى الدفاع عن نفسه، أيده في ذلك باقي أفراد القوة التي تعرضت للهجوم حيث شهدوا بأن المسافة بين المتوفي والمتهم كانت تقل عن خمسة عشر متر، وأنه كان ممسكاً بالعبوة الحارقة بيده اليسرى وهي مشتعلة بالفعل موجهاً إياها في اتجاه جسد المتهم، وأن اطلاق العيار الناري باتجاهه حال دون رميها صوب جسد المتهم.

الشرطة القضائية تنفيذا للجنة بسيوني

ومن جانب أخر أوضح بأن الشرطة القضائية حققت في شقين في هذه الواقعة وهي حادثة وفاة حسام الحداد، والاخرى القاء المولوتوف على رجال الامن.

ولفت حمزة إلى أن الشرطة القضائية باب جديد تم أستحداثه بناء على توصيات لجنة تقصي الحقائق، وهي تابعة لوحدة التحقيق الخاصه وتقع تحت مظلته، ينتدب فيها عدد من الضباط وأفراد الشرطة تناط لهم مهمة جمع المعلومات والتحريات عن الواقعة، وتنفيذ جميع القرارات الخاصة بالوحدة الخاصة.

إلى ذلك طلبت وحدة التحقيق الخاصة تحريات الشرطة القضائية حول الواقعة وصولا لجميع ظروفها وملابساتها ومازالت التحريات مستمرة في ذلك الشأن .

واختتم حمزة حديثه بتأكيده على أن التحقيقات ما زالت جارية، وأن النيابة العامة حريصة كل الحرص على الوصول إلى الحقيقة كاملة، وسوف يصدر قراراها النهائي بعد اكتمال التحقيقات.

كما عرض مجموعة من الصور الاضرار التي لحقت بالمكان وبعض المحلات التجارية أحد المنازل، وفيديوا للواقعة تبين الاعتداء وقيام أحد المواطنين بازالة المولوتوفات التي وقعت على سيارته.