القاهرة – ربيع يحيى: نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تحليلا أعده الخبير العسكري "رون بن يشاي" حول مدى ملائمة الظروف الحالية لتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، خاصة بعد نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي أشار إلى إحتمال وصول طهران للعتبة النووية خلال أربعة إلى ستة أشهر. وأشار بن يشاي إلى أن تقرير الوكالة الدولية لم يذكر صراحة هذا التقدير، ولكنه لم يدع مجالا للشك في أن فبراير 2013 سيشهد وصول إيران إلى العتبة النووية، وأن الأمر لا يتطلب سوى قرار يصدره خامنئي لبدء إنتاج السلاح النووي، وهو ما يعتبر تجاوزا للخط الأحمر الذي حددته إسرائيل. وشكك المحلل الإسرائيلي في أن يتسرع خامنئي في اتخاذ القرار تجنبا لفرض المزيد من العقوبات على بلاده أو التعرض لضربة عسكرية، ولكنه رجح أن تحتفظ طهران بكميات من المواد المشعة والرؤس الحربية لكي تضمن امتلاك تهديد نووي حقيقي وهو ما قد يحدث في عام 2015 على حد قوله. غير أنه زعم أن طهران ستكون قادرة على ابتزاز إسرائيل وجيرانها ربما في أواخر 2013 بصورة تمكنها من تحقيق أهدافها الإستراتيجية وتحويل نفسها إلى قوة إقليمية وعالمية. وزعم المحلل الإسرائيلي أن هذه الخطوة ستحفز سباق التسلح النووي في المنطقة وهو ما بدأ يلوح في الأفق هذه الأيام، وأن هذا الأمر سيشكل تهديدا أكبر بكثير من تهديد صواريخ حزب الله، سوريا، وحماس. كما أشار إلى أن هناك مخاوف في واشنطن من إحتمال إنهيار معاهدة منع إنتشار السلاح النووي ومن ثم إمكانية امتلاك منظمات إرهابية أو دول مارقة "على حد وصفه" للقنبلة النووية. وحدد بن يشاي أربعة مبررات لضرورة التحلي بضبط النفس، خاصة وأنه من الصعب التعويل على الرئيس الأمريكي وإستحالة خروجه للقتال بالوكالة. ومن بين المبررات التي حددها المحلل الإسرائيلي "القتال الدائر في سوريا" والذي يضعف وينهك الجيش والنظام السوري ويقلص فرص مشاركة دمشق في رد إيراني محتمل ضد إسرائيل.واعتبر بن يشاي أن "كل يوم من القتال في سوريا" يخدم مصلحة إسرائيل حيث يقلص من المخاطر الموجه ضد الجبهة الداخلية ويتيح للجيش الإسرائيلي العمل في لبنان ضد حزب الله، خاصة وأن المعارضة السورية دمرت بطاريتين من المضادات الجوية السورية، لذا يعتبر الكاتب أن الإنتظار سيكون أفضل لإسرائيل في المرحلة الراهنة. ويضيف بن يشاي أن هناك عامل آخر وهو أن إسرائيل لا تجلس مكتوفة الأيدي، فالصناعات العسكرية الإسرائيلية تعمل دائما على تطوير السلاح الإسرائيلي خاصة الذراع الإستراتيجية الطويلة للجيش، والذي يتمثل في سلاح الجو. لذا فإن الوقت يخدم مصلحة إسرائيل خاصة لو وضع في الإعتبار أن هناك تقدما مستمرا في القدرات الإسرائيلية العسكرية. ويعتقد بن يشاي أن أفضل الفرص لوقف البرنامج النووي الإيراني تتمثل في إسقاط النظام أو إجباره على تغيير سياساته تحت ضغوط الجماهير. كما تعتبر العقوبات الإقتصادية وسيلة وحيدة لتحقيق هذا الهدف، لذا يحظر على المجتمع الدولي - يقول بن يشاي - أن يتهاون في أمر العقوبات. ويعترف بن يشاي أن غياب الإجماع الداخلي في إسرائيل للمهاجمة إيران من بين المعوقات الأساسية لهذه الخطوة، فالمواطن الإسرائيلي يشعر أن "السيف النووي الإيراني" غير مسلط على رقبته حتى الآن، كما أن الشارع الإسرائيلي غير مقتنع أن تعطيل البرنامج النووي الإيراني بضع سنوات يبرر في الظروف الحالية دفع ثمن باهظ سوف ينجم عن الرد الإيراني. كما يعترف الكاتب أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشاطر الشارع هذا الشعور وترى أن اللحظة التي ينبغي على إسرائيل أن تشن فيها هجوم على إيران لم تأتي بعد، ومع ذلك ترى هذه المؤسسة أن النقيض هو ألا تهاجم إسرائيل إيران وبالتالي تركها تتمادى في خطواتها النووية. واختتم المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي بقوله أن الثنائي نتنياهو – باراك فشلا في خلق "شرعية شعبية إسرائيلية ودولية" للعمل العسكري ضد إيران، وأنه في مثل هذه الظروف يحظر الخروج لحرب بلا مبرر.