اعتبر العميد السوري المنشق مناف طلاس أن المفتاح الرئيسي للوصول إلى مرحلة انتقالية سياسية في سوريا يتمثل في توفير ما وصفه بـ "شبكة أمان واسعة"، سعياً لإقناع الطائفة العلوية بأنها لن تتعرض لمذبحة إذا انشقت عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.وأشار طلاس، في سياق مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نشرت أمس، إلى أن عمله الرئيسي في هذه الفترة يتمثل في إقناع العلويين بأنه ليس عليهم الخوض في أعمال القتل والقمع التي يرتكبها النظام. وقال "قبل إمكانية أن يكون هناك تحول سياسي، يجب أولا أن يكون هناك جسر من الثقة بين الجيش السوري الحر وأعضاء المصالحة من الجيش النظامي الذين أبدوا استعدادهم للانشقاق عن الأسد كما انشق طلاس، مشيرا إلى أنه بدون وجود مثل هذه الثقة ستكون الإطاحة بالأسد بمثابة انزلاق البلاد في فترة من العنف الفوضوي، فضلا عن أن الأسلحة الكيماوية التي ستكون بمثابة "لقمة سائغة" يمكن أن تقع في الأيدي الخاطئة".وأكد طلاس أن العديد من العلويين ليسوا سعداء بما يحدث على أرض الواقع، ولكنهم بحاجة إلى معرفة أن هناك فريقا قويا يضمن سلامتهم في حال انشقوا عن النظام. ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم أن طلاس مسلم سني، إلا أنه كان قائد وحدة الحرس الجمهوري الخاص التي تشمل نحو 80% من الطائفة العلوية الأقلية التي ينتمي إليها الأسد ودائرته المقربة. وعن انشقاقه عن الرئيس السوري، قال العميد السوري المنشق مناف طلاس لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية "إن الأسد أصبح اسمه ملوثا بدماء الأبرياء، ولن يكون قادرا على حكم البلاد مرة أخرى، مشيرا إلى أنه عرض على الأسد مقابلة المتظاهرين وقت اندلاع الانتفاضة السورية في ربيع عام 2011". وأضاف "لقد أخبرت الأسد عن الاجتماع الذي عقد في شهر أبريل بمدينة داريا مع الثوار الشباب، وحذرته من أن هذه ثورة للآباء من خلال أبنائهم، وأوضحت أن الفوز بمثل هذا الصراع بالقوة هو فوز مستحيل". وأوضح طلاس أن الأسد عمد إلى تجاهل استشاراته، فضلا عن اعتقال من يقوم بمقابلتهم، وهو الأمر الذي أدى إلى انشقاقه. وأشار إلى أنه في بداية الأمر اعتقد أنه يمكن أن يظل في دمشق في معارضة صامتة لما يقوم به الأسد، إلا أنه ومع تنامي أعمال العنف وتصاعد حدة القتل والمجازر التي تشهدها سوريا لم يستطع تحمل المزيد، مما جعله يبدأ التفكير في كيفية الهرب.