القاهرة – ربيع يحيى: حالة من الإحتقان الشديد داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية في أعقاب قرار واشنطن تقليص حجم القوات الأمريكية التي ستشارك في المناورة الأمريكية – الإسرائيلية المشتركة (Austere Challenge 12) والتي تعد المناوة الأكبر بين البلدين. ووصفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية القرار الأمريكي بأنه يأتي في إطار تدهور العلاقات بين واشنطن وتل أبيب بشكل غير مسبوق، خاصة وأن تقليص حجم القوات الأمريكية قد يؤثر بالسلب على إحتمالات شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية. يشار إلى أن المناورة المشتركة Austere Challenge 12 ستجرى الشهر القادم في إسرائيل، وكان من المفترض أن تكون الأكبر على الإطلاق من بين المناورات المشتركة بين البلدين، غير أن الإدارة الأمريكية قررت تقليص حجم القوات والمعدات المشاركة في المناورة بشكل دراماتيكي. وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد أكدت أن عدد القوات الأمريكية التي سيتم إرسالها إلى إسرائيل يبلغ 5000 جنديا، فيما أكدت "معاريف" أن واشنطن خفضت العدد إلى 1500 مقاتلا وربما 1200فقط. وتشير معاريف إلى أن القرار بتقليص حجم المشاركة الأمريكية خاصة فيما يتعلق بنظم الدفاع الصاروخي تثير مشكلة، وعلى سبيل المثال، سوف ترسل الولايات المتحدة بطاريات صواريخ "باتريوت" ولكن طاقم التشغيل الأمريكي لن يشارك في المناورة. وأضافت أن بارجة صواريخ أمريكية واحدة سوف تشارك في المناورة بدلا من بارجتين، وأن هناك إحتمال بعد مشاركة بوارج حربية أمريكية إطلاقا. وقالت صحيفة معاريف في عددها الصادر اليوم الأحد أن إحتمال توجيه إسرائيل ضربة لإيران في الخريف القادم يضفي على المناورة أهمية إستراتيجية هائلة، فمنظومة الدفاع الصاروخي التي كان من المفترض أن تشارك في التدريبات تعتبر حجر زاوية في منظومة الدفاع الإسرائيلية في حال اندلعت حرب إقليمية. واعترف مصدر عسكري إسرائيلي للصحيفة بأن الخطوة الأمريكي تعني رسالة أمريكية مفادها أن واشنطن لا تعول على إسرائيل، وأن المبررات الأمريكية التي تتحدث عن مشاكل خاصة في الموازنة غير واقعية، مشيرا إلى أن السبب يعود لخلافات بين البلدين حول قضية الهجوم المحتمل على إيران. ووصفت الصحيفة الإسرائيلية ما يحدث باقتباس عن المرشح الجمهوري ميت رومني والذي قال أن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما ألقى إسرائيل تحت عجلات الحافلة"، مشيرة إلى أن الملف الإيراني يبقى جزء لا يتجزأ من المعركة الإنتخابية الأمريكية، واشارت إلى مدى فشل أوباما في التعامل مع الملف الإيراني. ونقلت عن رومني قوله: "يقول أوباما أننا في حاجة للحوار مع إيران، ونحن مازلنا نتحاور بينما تواصل أجهزة الطرد المركزي الإيرانية عملها". وفي السياق ذاته انتقدت مصادر سياسية إسرائيلية تصريحات أدلى بها رئيس الأركان الأمريكي مارتين ديمبسي، حين قال أنه لا يحرص على أن يكون جزء من هجوم إسرائيلي على إيران، مشيرة إلى أن هذه التصريحات التي تضاف إلى خطوة تقليص حجم القوات المشاركة في المناورة المشتركة تدل على أزمة ثقة حادة في العلاقات بين مكتب نتنياهو وبين البيت الأبيض. واعتبرت الصحيفة أن ديمبسي تجاوز جميع الخطوط الحمراء للإنتقاد المشروع ضد إسرائيل، وضرب بعرض الحائط مسألة "قوة الردع الإسرائيلية"، خاصة وأن المسئول العسكري الأمريكي الكبير اختار توجيه هذه الإنتقادات من داخل إحدى الدول الأوروبية، وهو ما قد يؤثر بالسلب على موقف أوروبا من الهجوم الإسرائيلي المحتمل ضد إيران. وزعمت الصحيفة أن مسئولين أمريكيين رفيعي المستوى أكدوا في الأسابيع الأخيرة لنظرائهم الإسرائيليين أنه "في حال هاجمت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية فإن الولايات المتحدة لن تكون طرفا في هذه الحرب ولن تنضم إلى القتال بشكل فعال". كما نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: "لا جديد في الموقف الأمريكي، فما قاله ديمبسي علنا قاله من قبل مسئولون أمريكيون في حوارات سرية".
International
معاريف: أزمة ثقة عميقة بين واشنطن وتل أبيب، وأوباما فشل في إدارة الملف الإيراني
02 سبتمبر 2012