توقعات باستمرار صعود النفط نتيجة عوامل جيوسياسية

توقع خبير النفط الكويتي محمد الشطي أن تحافظ أسعار النفط على مستويات مرتفعة خلال الفترة المقبلة، نتيجة أسباب متعددة في مقدمتها العوامل الجيوسياسية، مؤكداً أن تشكل السبب الرئيس وراء الصعود الكبير للأسعار.وأضاف الشطي: "الحديث المتكرر عن احتمالات توجيه ضربة عسكرية لإيران، يزيد من نشاط المضاربين في السوق النفطية، حيث يستغلون ذلك في رفع الأسعار، بالإضافة إلى عامل آخر هو ضعف الفائض لدى منظمة "أوبك" التي تحتاج لفائض يزيد على 4 ملايين برميل يومياً، في حين أن الفائض حالياً قليل وأغلبه في السعودية".وأشار إلى أن اقتراب دخول فصل الشتاء يزيد من الطلب الأوروبي، بالإضافة إلى التحفيز من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو ما يعزز فرص نمو النشاط الصناعي وبالتالي زيادة الطلب على النفط، وهو ما يساهم أيضا في زيادة الأسعار.ضغوط سياسية غربية للتأثير على أسعار النفطمن جانبه، قال الكاتب الاقتصادي وعضو "جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية"، الدكتور فهد بن جمعة، "إن هناك أسباباً سياسية أكثر منها اقتصادية للتأثير على أسعار النفط، حيث اقتربت الانتخابات في أمريكا، وهناك حملة بدأت في هذا السياق، كما أن الهدف السياسي لا يقتصر على الولايات المتحدة فقط، ولكن هناك هدف سياسي في منطقة الخليج، وهو أن انخفاض الأسعار يزيد الضغوط على إيران".وأضاف بن جمعة: "إن التهديد باللجوء إلى المخزونات الاستراتيجية يكون له تأثير في تراجع الأسعار، وإن لم يكن بصورة كبيرة خلال هذه المرة"، مشيراً إلى أن نقص المعروض بنحو 1.4 مليون برميل في الأسواق العالمية، "ونحن نعلم أن المخزون الأمريكي انخفض بنحو 5 ملايين برميل خلال الأسبوع قبل الماضي بالتزامن مع زيادة الاستهلاك في فصل الصيف".وأكد بن جمعة أن استراتيجية المملكة العربية السعودية واضحة، حيث تستهدف أسعار في مستوى بين 85-90 دولاراً للبرميل، مضيفاً: "إن الكثير من المنتجين يطالبون السعودية بزيادة الإنتاج للحصول على سعر أفضل، ولكنهم لا يفهمون استراتيجية المملكة التي ترى أن ارتفاع الأسعار يجب ألا يصل إلى مستويات تضر الاقتصاد العالمي".وتوقع فهد بن جمعة أن تنتج السعودية خلال الفترة المقبلة نحو 10 ملايين برميل يومياً، وهو ما يعني تصدير نحو 7.3 مليون برميل يومياً، وستعمل بكل جد للحفاظ على أسعار في حدود 90 دولاراً لخام نايمكس، ونحو 102 إلى 105 دولارات للخام العربي الخفيف".