التقت قيادات المنبر الإسلامي برئيس حزب العدالة والتنمية - فرع إسطنبول السيد عزيز بوبوشكو وقد تأسس الحزب في 14 أغسطس 2001م، ويبلغ عدد أعضاء الحزب 5 مليون منهم مليون 700 ألف في إسطنبول وحدها واستطاع تنفيذ مطالب الشعب في الحكم من خلال الكفاح لسنوات طويلة. وتقوم فلسفة حزب العدالة والتنمية على العمل من أجل الشعب والتواجد مع الشعب والتشريع من خلال الشعب والسلطة العليا للشعب.وقد نجح الحزب بحسب السيد عزيز بوبوشكو في معايشة هموم الشعب حيث لا يوجد فقير في إسطنبول إلا والحزب يعرفه ويتواصل معه، والحال كذلك مع التجار.ويقول عمر فاروق نائب الرئيس للعلاقات الخارجية في الحزب خلال لقائه بوفد المنبر الإسلامي: كان توقيت تأسيس الحزب مهماً نظراً للأزمة الاقتصادية التي كانت تمر بها تركيا آنذاك، حيث أفلس 14 بنكاً وخسرت تركيا 60 مليار دولار وكان هناك فراغ سياسي كبير.لما أسس الحزب كان هناك 72 شخصاً كانوا من أحزاب مختلفة جمعهم أردوغان لتأسيس هذا الحزب الجديد.كان أردوغان يفكر أنه لا يجب مواصلة نفس نهج أربكان السياسي وإنما فتح المجال لجميع التوجهات للمشاركة في الحزب الجديد. وأضاف مع تأسيس الحزب وخلال 16 شهراً تمكن الحزب من الإشهار ووضع شعاره والتعرف إلى الشعب وخوض الانتخابات والحصول على 34? من الأصوات وهذا كان من توفيق الله وعملاً خارقاً وغير متوقع في ظل المشكلات المحلية والإقليمية والعالمية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، وفي 2004 ومع الانتخابات البلدية زادت الأصوات إلى 42? وفي 2007 وصلت إلى 47? وفي عام 2011م حزنا على 50? من أصوات الناخبين. لم ينل أي حزب في تاريخ تركيا مثل هذه النتائج، كما لم يحدث أن رفع حزب عدد الأصوات المؤيدة له خلال فترة حكمه إلا مرة واحدة من قبل حزب عدنان مندريس. وتابع فاروق بعد هذه النجاحات صار واضحاً للأتراك والعالم مدى نجاح حزب العدالة والتنمية في كسب الأصوات والاستمرار في الحكم وهي تجربة غير مسبوقة. وقد يكون أحد الأصوات وجود شخصية كارزمية مثل شخصية أردوغان. ومن الأسباب كذلك أن أردوغان عندما يفوز لا يتكبر وعندما يخسر لا يتراجع. ويواصل وهناك ميزة أخرى هو أن الحزب تمركز في إسطنبول أولاً وهي مدينة مهمة تعتبر مفتاحاً سياسياً لتركيا وساعد على ذلك نجاح أردوغان عندما كان رئيساً لبلدية إسطنبول. قبل عهد أردوغان في البلدية كانت المياه منقطعة عن إسطنبول والقمامة لا تجمع والتلوث كبيراً والفساد المالي والسرقات كانت تصل حداً لا يوصف.فلما تسلم رئاسة البلدية بدأ عملاً مخلصاً ومتواصلاً واستعان بالنظيفين من الموظفين مما أدى إلى حصوله على محبة الشعب رغم أنف الحكومة اليسارية والإعلام المضاد ورأس المال المعادي آنذاك. وكان هذا أكبر فوز لفكر ومنهج نجم الدين أربكان على أرض الواقع. وبعد هذا النجاح بدأ الخصوم الثلاثة المذكورين باختلاق القصص واتهام حزب الرفاه بأنه يسعى إلى تأسيس دولة دينية ومحاربة الاختلاط والخمور وفرض الحجاب. وقد احتاج الحزب إلى وقت طويل كي يقنع الناس أن هدفه الأول هو خدمة الناس لا غير. وقد نجح الحزب في ذلك عن طريق الممارسة العملية. وعندما أراد هؤلاء أن يسجنوا أردوغان بسبب أبيات شعر ألقاها في إحدى المظاهرات، ظن الأعضاء أنها مشكلة كبيرة لكن الواقع أنها جعلت منه رمزاً متألقاً، وقد ربط هو بين هذا وبين محنة يوسف عليه السلام (التعلم في المدرسة اليوسفية).ويضيف فاروق:عندما لم يعد هناك مجال للعمل السياسي بسبب محاربة الحكومة لأحزاب أربكان المتعاقبة قرر أردوغان تأسيس حزب جديد بفلسفة جديدة، وهذا أدى إلى حصول انشقاق بين أعضاء الحزب السابق، لكن الواقع أثبت أن الحق كان مع أردوغان.إذا فالشرط الأول لتأسيس حزب سياسي ناجح هو وجود قائد ناجح، ويحتاج هذا القائد إلى تنظيم قوي ورفاق جادين يسيرون معه، وهذا أحد ما يميز حزب العدالة عن الأحزاب الأخرى.