القاهرة – ربيع يحيى (خاص للوطن): نقل موقع "ديبكا فايل" الإسرائيلي عن مصادر أمنية وعسكرية على علم بما يدور في شبه جزيرة سيناء "على حد قوله" أنه في أعقاب الإعلان المصري عن سحب 20 دبابة من سيناء، خاصة وأن الواضح هو أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري "العملية نسر" لملاحقة العناصر الإرهابية تتقلص، فإن الأمر سيشكل "فشلا أمنيا". واتهمت المصادر الإسرائيلية القيادة السياسية والعسكرية في الدولة العبرية بالتضحية عن عمد بأمن جنوب إسرائيل على المدى القصير والطويل على السواء بسبب تعاونهم مع الولايات المتحدة الأمريكية ومصر فيما يدور في شبه جزيرة سيناء وعلى امتداد الحدود مع مصر وقطاع غزة منذ الإعتداء الإرهابي الذي نفذه مقاتلون سلفيون على صلة بتنظيم القاعدة "على حد زعم الموقع" في الثامن عشر من يوليو قرب معبر كرم أبو سالم. وزعمت المصادر أنه في أعقاب تصريحات وزير الدفاع إيهود باراك بضروة إعطاء الفرصة للجيش المصري لملاحقة العناصر الإرهابية في سيناء وإدخال قوات ومعدات إضافية إلى شبه الجزيرة، بذل الجيش الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية جهودا كثيفة في حملات دعائية تهدف إثبات أن المصريين بدأوا في إخراج الدبابات التي أدخولها إلى سيناء بدون موافقة إسرائيل. ونقل الموقع عن مصادر إستخباراتية إسرائيلية أن المشكلة الرئيسية لعرض الأمور بهذه الطريقة تكمن في أن الحملات الدعائية الإسرائيلية انضمت للحملات الدعائية المصرية التي تتحدث عن قيام الجيش المصري بعمليات عسكرية ضد العناصر الإرهابية وأن العديد من هذه العناصر سقطت ما بين قتيل أو جريح أو معتقل.وادعى الموقع الصهيوني أن مصادر متخصصة في مكافحة الإرهاب أبلغته أن ما يحدث في سيناء يعتبر وهم وسراب، وأن العمليات العسكرية في سيناء لا وجود لها. وأشار الموقع نقلا عن مصادره أن العملية (نسر 3) التي تتحدث عنها وسائل الإعلام لا وجود لها على أرض الواقع وأنه لا توجد طائرة أو مروحية مصرية أو أي مصدر عسكري مصري شن هجمات ضد عناصر إرهابية في سيناء. وزعم الموقع أن المشكلة لا تكمن في إخراج المصريين دبابات من سيناء ولكنها تكمن في أن إسرائيل وافقت على إدخال قوات مصرية إلى شبه الجزيرة بشرط أن تقاتل هذه القوات ضد الإرهاب. بينما تدل جميع المعطيات حتى الآن على تزايد قدرات العناصر الإرهابية التي تحتشد تحت مسمى منظمة (كتائب المجاهدين) ذات الصلة بتنظيم القاعدة. وواصل الموقع مزاعمه بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية افترضت أن مصر في حالة انتظار قبيل تنفيذ العمليات لعدم إمتلاكها معلومات إستخباراتية حول مناطق تواجد العناصر الإرهابية. غير أن أحد الضباط الإسرائيليين زعم في تصريح للموقع أن "جميع الضباط المصريين أو حتى الإسرائيليين في الجبهة الجنوبية على علم بمناطق تمركز الإرهابيين في سيناء ومعسكرات التدريب الخاصة بهم". وأضاف الضابط الإسرائيلي: "المشكلة هي أن القوات المصرية تمر قرب هذه المناطق وتتجاهلها". وقال موقع "ديبكا فايل" أن الأمر الوحيد الذي قام به الجيش المصري ولم تنشره وسائل الإعلام في إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية هو إقامة حزام أمني عازل على امتداد الحدود المصرية – الإسرائيلية، وتم حظر مرور المدنيين هناك. وقالت مصادر عسكرية أن هذه المنطقة يطلق عليها (الطريق الأمريكي في سيناء) حيث تم تمهيده سرا بواسطة قوات من سلاح الهندسة بالجيش الأمريكي، وأن هذا الطريق يخرج من منطقة الشيخ زويد على ساحل البحر المتوسط ويقطع شمال سيناء حتى يصل إلى طابا بمسافة 260 كيلومترا. الهدف الرئيسي من هذا الطريق (يزعم الموقع) تمكين إجراء إتصال مباشر بين القوات الدولية متعددة الجنسيات (MFO) وبين هذه القوات في شرم الشيخ. ويتوازى هذا الطريق في بعض المناطق مع الطريق رقم 12 في إسرائيل، والذي يقود من معبر نيتسانا على امتداد الحدود مع مصر وصولا إلى إيلات. واتهمت مصادر عسكرية بحسب الموقع أن المصريين يديرون مفاوضات مع عناصر سلفية مختلفة في سيناء حول وقف إطلاق النار في مقابل الإفراج عن عدد من المعتقلين السلفيين الذين يقبعون في السجون المصرية. وعلى خلاف الواقع، زعم الموقع أن السلفيين ومشايخ القبائل البدوية في سيناء يطالبون بالإعتراف بقوة مسلحة تضم 6000 مقاتلا كمليشيا محلية شبه مستقلة يكون دورها هو حماية الأمن في سيناء بعد أن يتم تزويدهم بأسلحة ومعدات حديثة. واختتم الموقع أن الجيش الإسرائيلي سيجد نفسه في مواجهة هذه القوة سواء كانت هذه القوة تعمل لصالح الإرهابين أو لصالح مصر أو كليهما – على حد زعمه. يشار إلى أن إدخال قوات الجيش المصري إلى سيناء أثار خلافا حادا في إسرائيل بزعم أن الخطوة تشكل تهديدا وخرقا لمعاهدة السلام بين البلدين، وحاولت وسائل إعلام إسرائيلية التقليل من شأن ما تقوم به القوات المسلحة المصرية لفرض الأمن والنظام في سيناء. وفي المقابل ينظر الشارع المصري إلى هذه الخطوة على أنها أحد إنجازات النظام الجديد في القاهرة، والذي يحاول إستعادة السيادة على هذا الجزء من الأراضي المصرية خاصة بعد الإعتداء الغاشم الذي أدى إلى سقوط 16 مجندا مصريا.