كشفت دراسة ميدانية للباحث في الشؤون السورية وليد جداع أن الخسائر التي لحقت بسورية منذ بداية الأزمة الحالية تقدر بنحو 36.5 مليار دولار، هي مجموع الخسائر من منازل مدمرة وأثاث ومدخرات الأهالي وسيارات.وأشارت الدراسة، إلى أن التقديرات والمبالغ الواردة فيها "تعتبر محافظة جداً فقد تناولت الخسائر المباشرة الواضحة التي أمكن الوصول إليها، وأن إعادة البناء وتصحيح الأوضاع في سورية لن تقل كلفتها عن 200 مليار دولار وستتصاعد الأرقام إلى مستويات أعلى إن لم يتوقف مسلسل التدمير والقصف العشوائي".ووفقاً لصحيفة "الحياة" اللندنية، أوضحت الدراسة أنها استندت إلى تقدير عدد السكان والمنازل والمنشآت طبقاً لبيانات المكتب المركزي للإحصاء في سورية. وأشارت إلى أن المكتب قدم المعلومات المتعلقة بالسكان والمنشآت والآليات في شكل إجمالي العام 2011 من دون تفصيلات، وعلى ضوء هذه الإحصاءات تم تقدير عدد السكان والأسر والمنشآت التفصيلية قبيل بداية الثورة السورية.وقال جداع، "اعتبرت الدراسة أن كل بيت مدمر يتضمن أثاثاً مدمراً أيضاً وأخذت بعين الاعتبار التفاوت في قيمة الأثاث وفق المناطق، ففي بعض المناطق قدر الأثاث بخمسة آلاف دولار، وفي أعلى المناطق تقديراً لم يزد متوسط القيمة على ثلاثين ألف دولار، وتم حساب فقدان المدخرات على أساس عدد الأسر في كل منطقة، على تفاوت أيضاً في تقدير هذه المدخرات، فكان هناك تقدير بخمسة آلاف دولار، وتقديرات حدها الأعلى 30 ألف دولار. واعتبر الفقد لما يعادل مدخرات متوسطة لعام كامل، إذ لا نستطيع توقع المدخرات الكاملة لدى كل مواطن".وضمت الدراسة تقديرات الخسائر الإجمالية في سورية لتسع محافظات حتى الآن، وهي حمص، وحماة ، وإدلب، ودير الزور، ودرعا، وحلب، والحسكة، وأخيراً محافظة اللاذقية. وأوضحت الدراسة أن هناك خسائر أخرى تقدر بالمليارات، تتمثل في وقف نشاطات مهمة، مثل السياحة والتصدير والصناعة، وهي تحتاج إلى دراسات مفصلة. وأضافت أن التحويلات السورية من الخارج، مما كان يستخدم في البناء والتعمير والتنمية، تحولت إلى إنفاق لسد الحاجات اليومية للسوريين من طعام وكساء ونفقات متنوعة نثرية.وأشارت إلى أن تحويلات السوريين من الخارج تزيد على ملياري دولار سنوياً وفق الإحصاءات الحكومية والخاصة. أما الدخل من السياحة، فزاد على تسعة بلايين دولار العام 2009، وهو ما أفقده كامل هذا المبلغ في عامي 2011 و2012. وعلى هذا، فالخسائر قد تزيد على 15 مليار دولار حتى نهاية العام الحالي 2012.