أقدمت عناصر إرهابية الليلة قبل الماضية، على الاعتداء على دير اللطرون الشهير في منطقة القدس المحتلة، ومحاولة إحراق مداخله، وكتابة شعارات وشتائم نابية ضد السيد المسيح عليه السلام، في مؤشر جديد لبدء موجة اعتداءات على المقدسات في المناطق المحتلة، "رداً" على إخلاء بؤرة استيطانية، كما ثبت من الشعارات التي كتبت على جدران الدير.وكان رهبان الدير من الطائفة الكاثوليكية، قد استفاقوا فجر أمس، على نيران مشتعلة في المدخل الرئيسي الداخلي للدير، فيما لم تنجح النيران في حرق مدخل آخر للدير، ووجدوا شعارات نابية تشتم المسيحية والسيد المسيح ومن بينها "المسيح قرد"، وغيرها، إضافة إلى شعار "شارة ثمن" أو "تسعيرة"، و"هذا ثمن إخلاء (بؤرة) ميغرون".وقال غبطة البطريرك المتقاعد ميشيل صباح بطريرك القدس في تصريحات إعلامية، إن اعتداءات كهذه تطال المسيحيين والمسلمين من قبل عناصر يهودية متطرفة هي ظاهرة خطرة جدا على الإنسانية, فالاعتداء على المسيحية في الارض المقدسة وفي وطن المسيحية بالذات أمر لا يقبله أي انسان".وأضاف البطريرك صباح قائلا، "لا أظن أن المستهدفين هم المسيحيون وحدهم، فظاهرة التطرف في إسرائيل تستهدف الإسلام والمسيحية، وقد تطال بعض العناصر اليهودية المعتدلة، كونهم ينبتون كالعشب في غابة لا قانون فيها، وهذا يعود الى تربيتهم، كونهم يتربون في جو مغلق ولا يرون أي إنسان خارج الجو المغلق الذي يعيشون فيه، كإنسان بل غريب وعدو وشيطان وما أشبه. ومن هنا لا أظن أن المسيحية كمسيحية هي المستهدفة، بل العنصر المتطرف الذي يتولد في إسرائيل وإسرائيل لا تعمل الإجراءات الكافية لاختزال هذا الشر".وقل سيادة المطران عطا الله حنا، ان من قام بهذا العمل متطرفون لا يريدون ان يروا آثارا مسيحية وإسلامية، فقط يعرفون لغة العنف والكراهية، لذا على كل انسان عاقل ان يستنكر هذا العمل ويدينه، وقال إن هذا الاعتداء يأتي استكمالا لمسلسل الجرائم ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية وفي إطار انتهاك حرية العبادة التي يشنها المتطرفون.وأدانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الاعتداء وأكدت في بيان لها، وجود مخطط إسرائيلي عنصري متطرف، يهدف إلى إقامة حرب دينية بين المسلمين والمسيحيين من جهة، واليهود من جهة أخرى، وتحويل الصراع القائم من صراع سياسي إلى صراع ديني بحت.وطالبت لجنة المتابعة لقضايا فلسطينيي 48 في بيان لها أمس، الأجهزة الإسرائيلية بإجراء تحقيق جدي والوصول إلى الإرهابيين وعدم التساهل معهم، خاصة أن هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، فقد سبق لهذه العصابات الاعتداء على دور عبادة إسلامية ومسيحية وعلى العديد من المباني والمؤسسات الفلسطينية على جانبي "الخط الأخضر".