^  لقد استبشرنا واستبشر معنا كل الرياضيين خيراً بصدور الأمر الوزاري بإنشاء إستاد البحرين الجديد بمنطقة الصخير لاحتضان دورة كأس الخليج في نسختها الحادية والعشرين في يناير القادم ولكننا لم نلبث أن نهنأ بهذا القرار حتى فوجئنا بتحول المشروع إلى القنوات الروتينية لأي مشروع عادي مروراً بطرحه للمناقصة العامة ومن ثم عرضه على المجلس الوطني بغرفتيه النواب والشورى الأمر الذي يؤكد صعوبة إتمام المشروع في التوقيت المناسب للاستفادة منه في فعاليات البطولة الخليجية! لا أدري كيف لي أن أحلل هذا الأمر وأنا أعلم بأن المشاريع الاستثنائية على غرار حلبة البحرين الدولية والإستاد الجديد يستوجب استثناؤها من الخطوات الروتينية وإلا لماذا تسمى مشاريع استثنائية؟! نحن نتحدث هنا عن مشروع مرتبط بمناسبة رياضية خليجية كبرى تحكمها مواقيت محددة ومتفق عليها بين قيادات رياضية عليا الأمر الذي يؤكد أهمية عامل الوقت أكثر من أي عامل آخر وهذا لا يلغي دور الرقابة البرلمانية إنما فقط يختصر الطريق ويؤدي إلى إتمام المشروع في التوقيت المناسب كما حدث لحلبة البحرين الدولية للفورمولا واحد قبل حوالي ثماني سنوات. لا يختلف اثنان على أن البحرين وضعت أمام تحدٍ كبير بقبولها احتضان البطولة بعد أن اتضح صعوبة إقامتها في العراق ولا يختلف اثنان أيضاً على إننا هنا في البحرين كنا ننادي منذ زمان طويل بضرورة الاهتمام بالبنية التحتية وتحديداً بإستادات كرة القدم دون جدوى حتى أصبحنا اليوم أمام هذا الامتحان الذي يتطلب منا ضرورة توفير الملاعب اللائقة لاحتضان هذا الحدث المرتبط ارتباطاً وثيقاً بمملكة البحرين باعتبارها مهد هذه الدورة التي انطلقت من على أرضها قبل اثنتين وأربعين سنة. هنا تبرز أهمية التخطيط المسبق وهو ما نفتقده للأسف الشديد في الكثير من جوانب مسيرتنا التقدمية البحرينية، ومن بينها المسيرة الرياضية ومازلت أتذكر بعض الكلمات التي قالها لي أحد الأصدقاء من المهندسين المدنيين وهو يتساءل عن سبب تأخر البحرين في إنشاء إستاد آخر غير إستاد البحرين الوطني وهي تعلم بأن دورة الخليج قادمة من جديد للبحرين؟! طبعا تساؤل وجيه ولكنه ليس بجديد علينا نحن معشر الإعلاميين الرياضيين في مملكة البحرين لأننا لطالما كررنا نفس السؤال دون أن نلمس الإجابة على أرض الواقع! والآن هل سيظل هذا السؤال قائماً حتى بعد صدور الأمر الوزاري وهل سيرى الملعب الجديد النور قبل يناير القادم؟ فقط نريد من يجيبنا بصدق بعد أن سئمنا أسلوب التخدير! mohamed.lori@gmail.com