رفعت جهات أمنية كويتية رفيعة المستوى تقريرا مفصلا إلى مسؤولي وزارة الداخلية، عن رصد اختراقات إيرانية في المنطقة الحدودية جنوب البلاد، وقالت: "إن الاختراقات التي رصدت تمثلت في دخول زوارق إيرانية يشتبه في أن تكون عسكرية، وإنها كانت من النوع السريع، ودخلت في عمق حقل الدرة لأكثر من ميلين بحريين، قبل أن تنسحب مجددا حال اقتراب زوارق تابعة للبحرية الكويتية لاستطلاع أمر دخولها".وذكرت أن أيا من الزوارق التي رصدت لم تقترب من أي من المنصات النفطية المقامة في المنطقة، وأن هذه الخروقات صنفت كاختراق أمني، وستسلم نسخة من التقرير إلى وزارة الخارجية.ويذكر أن حقل الدرة، هو المثلث المائي الواقع شمال الخليج العربي، والجزء الأكبر منه يقع على الحدود المشتركة بين الكويت والسعودية، كما يقع جزء مشترك منه مع الجانب الإيراني يقدر بـ5% فقط من إجمالي الحقل، وإذا كانت إيران أنهت المسائل الحدودية مع كل من قطر والبحرين، فقد ظلت خلافاتها الحدودية قائمة مع الإمارات حول الجزر الثلاث، ومع الكويت حول حقل الدرة، ويعود النزاع حول هذا الحقل إلى عقد الستينيات، عندما منحت إيران حق التنقيب والاستغلال للشركة الإيرانية الإنجليزية للنفط "بريتش بتروليوم" في حين منحت الكويت الامتياز لشركة "رويال داتش شل"، وتداخل الامتيازان في الجزء الشمالي من حقل الدرة.ويقدر احتياطي الغاز في الحقل بنحو تريليون قدم مكعب، إضافة إلى نحو 310 ملايين برميل من النفط، واحتجت الكويت لدى إيران لقيامها بالحفر بحثًا عن الغاز في الحقل المتنازع عليه، في وقت لم تتوصل فيه الدولتان إلى اتفاق حول ترسيم حدودهما البحرية في شمال الخليج.