قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم الأحد إن الخلافات الحادة في وجهات النظر مع موسكو لاتزال مستمرة بشأن الأزمة السورية وذلك في ختام جولة آسيوية قامت بها ولم تحقق فيها نتيجة تذكر مع الصين بشأن تخفيف التوتر في منطقة بحر الصين الجنوبي. وقالت كلينتون إنها طرحت مسألة تكثيف الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد في محادثاتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف، لكنها أعطت تقييما متشائما لاحتمالات تقريب وجهات النظر قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر. وقالت كلينتون للصحفيين في فلاديفوستوك بروسيا حيث تحضر قمة لمنتدى التعاون الإقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) التي يستضيفها الرئيس الروسي: "إذا كان بإمكاننا أن نحقق تقدما في نيويورك قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيمكننا بالتأكيد لأن نحاول ذلك." وأضافت "لكن علينا أن نكون واقعيين. لم نر اتفاقا بشأن سوريا. ربما يستمر هذا. وإذا استمر ذلك فسيكون علينا أن نعمل مع الدول المتفقة معنا في الرأي على دعم المعارضة السورية للتعجيل بيوم سقوط الأسد." وخلال جولتها الآسيوية التي استمرت 11 يوما، سعت كلينتون إلى اتخاذ مزيد من الخطوات الدولية بشأن سوريا ومزيد من الوحدة في الرأي بشأن البرنامج النووي الإيراني ونحو آلية تعددية لتعامل الصين مع النزاعات الحدودية البحرية مع جيرانها بمنطقة جنوب شرق آسيا. لكن يبدو أنها لم تحقق نتيجة تذكر في محادثاتها مع القيادة الروسية والصينية، وقد أكدتا على معارضتهما الشديدة لما تعتبرانه تدخلا أمريكيا. وقال لافروف للصحفيين بعد محادثات مع كلينتون أمس السبت "شركاؤنا في الولايات المتحدة يفضلون إجراءات كالتهديدات وزيادة الضغط وفرض عقوبات جديدة على سوريا وإيران. لا نتفق مع هذا من حيث المبدأ." ورفض بوتين الإدلاء بتفاصيل عن جلسة محادثاته المقتضبة مع كلينتون لكنه قال إنه على الرغم من أنها كانت بناءة ومفيدة، إلا أنها لم تتمخض عن أي اتفاقيات.

إلزام سوريا بقرارات مجلس الأمن وقالت كلينتون إنها ستواصل العمل مع لافروف للنظر في إذا ما كان مجلس الأمن الدولي يمكنه رسميا أن يقر اتفاقا رعاه مبعوث الأمم المتحدة السابق كوفي عنان يضع تصورا لسلطة انتقالية حاكمة في سوريا. لكنها أضافت إن مثل هذه الخطوة لن تكون مؤثرة إلا إذا تضمنت عقوبات محددة في حالة عدم التزام الأسد وهو ما رفضته روسيا أكثر من مرة. وقالت كلينتون: "لا فائدة من التصديق على قرار بلا أنياب لأننا شهدنا مرة تلو المرة أن الأسد سيتجاهله ويواصل مهاجمة شعبه." وعندما تم التوصل إلى الاتفاق الذي تريد روسيا إقرار مجلس الأمن له في أواخر يونيو ترك هذا الاتفاق مسألة الدور الذي يمكن أن يلعبه الأسد في العملية السياسية في سوريا مفتوحة. وتقول روسيا إن خروجه من السلطة يجب ألا يكون شرطا مسبقا يفرض من الخارج.