قالت مصادر في الحكومة الأمريكية إن برقية صادرة عن الاستخبارات الأمريكية حذرت السفارة في القاهرة من احتمال وقوع عنف رداً على بث باللغة العربيةلمقتطفات من فيلم مسيء للنبي محمد.وأضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها أن البرقية التي أرسلت من واشنطن في العاشر من سبتمبر أي في اليوم السابق على تفجر الاحتجاجات، حذرت السفارة من أن بث الفيلم قد يؤدي إلى حوادث عنف، ولم تحدد البرقية إجراءات معينة لتعزيز التدابير الأمنية، إلا أنها أكدت، وفقاً لما نقلت وكالة "رويترز"، أنه عملاً بإجراءات الدبلوماسية المعتادة، تم إخطار المسؤولين الحكوميين وأجهزة الأمن في مصر بمخاوف الولايات المتحدة، حيث إن الحكومات المضيفة مسؤولة عن ضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية على أراضيها.ولم يتم إرسال نسخ من البرقية إلى بعثات أمريكية أخرى في المنطقة بما في ذلك القنصلية في بنغازي بليبيا التي وقعت فيها حوادث عنف أدت إلى مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز و3 أمريكيين آخرين. إلى ذلك، لفتت المصادر المذكورة إلى أن البرقية، التي لا تزال مصنفة في فئة الوثائق السرية، دفع إليها بث قناة "الناس" الفضائية المصرية يوم السبت الثامن من سبتمبر، مقاطع من الفيلم المسيء للنبي. وفي برقية التحذير، أبلغ مسؤولو استخبارات في واشنطن السفارة في القاهرة أن الفيلم تمت ترجمته إلى العربية ويجري نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي.وصباح الثلاثاء قبل بدء الاحتجاجات نشرت السفارة بياناً في صفحتها على موقع "فيسبوك" يدين على حد قول مسؤول أمريكي رفيع، المحاولات المستمرة من جانب أفراد مضللين للإساءة إلى المشاعر الدينية للمسلمين بإشارة إلى الفيلم، ولم يتضح ما إذا جاء نشر البيان نتيجة لتحذير الاستخبارات الأمريكية. وقال المسؤول إن البيان سحب فيما بعد من الإنترنت وإنه لم يتم بالتنسيق مع وزارة الخارجية في واشنطن.يذكر أن فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قالت إن موظفي السفارة كانوا يدركون أن لقطات الفيلم يجري استخدامها لإثارة مشاعر قوية وقد تؤدي إلى وقوع مظاهرات، وإن معظم موظفي سفارة القاهرة تلقوا أوامر بالبقاء في منازلهم في ذلك اليوم حتى قبل بدء الاحتجاجات.وأضافت أنه "حين بدأت المتاعب لم يكن هناك إلا عدد ضئيل من الموظفين في المبنى لأننا كنا قد تلقينا بالفعل تحذيرات وأخطرنا المصريين بذلك".
International
الاستخبارات حذرت مسبقاً سفارة أمريكا في القاهرة
18 سبتمبر 2012