نشر فيديو على مواقع الإنترنت اليوم الثلاثاء يظهر محاولة شبان ليبيين تقديم المساعدة خلال اللحظات الأخيرة للسفير الأمريكي الذي قتل في بنغازي في اعتداء خلال الاحتجاجات على الفيلم الأمريكي المسيئ للنبي صلى الله عليه وسلم.وحمل حشد من الليبيين خارج مبنى يشتعل، جسد كريستوفر ستيفنز وهو لا يزال على قيد الحياة، وسط تعالي الأصوات الداعية إلى إنقاذه. ويقول أحد الرجال صارخا: "أخرجوه من هناك".وبعد اكتشاف أن ملامح الرجل تدل على أنه أجنبي، تعلوا أصوات بين الحشود تقول إنه ما يزال على قيد الحياة، ويصرخ أحدهم قائلا "الله أكبر"، فرحا في ما يبدو لأن الرجل نجا من الهجوم بطريقة ما.ووفقا للرجل الذي صور الفيديو، فإن المصاب هو ستيفنز، سفير الولايات المتحدة إلى ليبيا، وإن صح ذلك، فإن التسجيل يظهر لحظاته الأخيرة على قيد الحياة.والسفير ستيفنز كان واحدا من أربعة أمريكيين قتلوا يوم الثلاثاء الماضي في هجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية.وفي حال ثبتت صحة الفيديو فإن هذا يؤكد أن المحتجين ليسوا مشاركين في قتل السفير الأمريكي وأن جهات أخرى قصدت الاستفادة من الاحتجاجات وتورطت في عملية القتل.واعترفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند بوجود الفيديو، لكنها أكدت أنه ليس واضحا تماما، قائلة: "لست في وضع يسمح لي بتأكيد صحته، أو في ما إذا كانت له أي قيمة.لكن نولاند أضافت بالقول: "سواء كان صحيحا أم لا، وسواء كان ذلك السفير ستيفنز أم لا، فإن هذا الفيديو سيكون جزءا لا يتجزأ من التحقيق"، في مقتله.والتحقيق سوف يحاول معرفة من هو المسؤول، عن ما حدث ليلة 11 سبتمبر أمام القنصلية الأمريكية في بنغازي، عندما تجمع حشد من المحتجين ضد الولايات المتحدة، غاضبين من إنتاج فيلم يسخر من النبي صلى الله عليه وسلم.ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن فهد الباكوش الذي صور الفيديو إنه وصل إلى مبنى القنصلية قبيل منتصف الليل، ليجد النيران مشتعلة في مبنى الكافتيريا، لافتا إلى أن الدخان كان كثيفا جدا، بحيث كان يستطيع بالكاد أن يرى بناء القنصلية الرئيسي.إلا أن تسجيل الفيديو يظهر الكثير من الحركة، خاصة بالقرب من نافذة مفتوحة، إذ يتسلق الناس ويخرجون ويدخلون منها، بمساعدة بعضهم البعض، ويحملون مشاعل صغيرة، وفي نهاية المطاف، يخرجون مصابا من النافذة ذاتها.وقال الباكوش إن الرجل المصاب هو السفير الأمريكي ستيفنز، وكان يرتدي قميصا وسروالا داكنا، و"كان لديه نبض وكانت عيناه تتحركان.. وكان فمه أسود بسبب الدخان الكثيف".وبعد أن أخرج عدد من الرجال المصاب خارج النافذة، صرخ أحدهم "احملوه،" بينما قال آخرون: "علينا أن ننقله.. إلى المستشفى"، في حين أن صورا نشرت على الإنترنت في وقت لاحق، تظهر الرجل ذاته محمولا على الأكتاف ومنقولا بعيدا عن الموقع.وبحلول الوقت الذي وصل فيه المصاب إلى مستشفى بنغازي، كان الأوان قد فات.وقال الدكتور زياد الذي عالج ستيفنز في تلك الليلة: "كان جسده مغطى بآثار السخام الأسود من الدخان.. وبدأت محاولة إنعاشه لنحو 45 دقيقة، لكنه لم يظهر أي علامات على الحياة".