اكتشفت بروفيسورة بجامعة أميركية ما بدأ يثير جدلا في الأوساط الكنيسة وغيرها، لأنه يهدد تقاليدها الايمانية، فيما لو صح ما تعتقده أستاذة علم اللاهوت بجامعة هارفارد، كارين كينغ، وهو أن المسيح عليه السلام كان متزوجا، بل ذكر هو نفسه "زوجته" طبقا لنص منذ 1700 عام وعثروا عليه منذ سنوات، لكن اكتشاف ما فيه تم بعد ترجمته قبل أشهر فقط.أهم تفاصيل النص وترجمته وردت أمس الثلاثاء في صحيفتي "نيويورك تايمز" و "بوسطن غلوب" ومجلة "هارفارد ماغازين" الأميركية، ومنها توسعت التفاصيل أكثر في وسائل اعلام عالمية عدة تطرقت اليوم للخبر.والنص هو من 8 أسطر بقيت من نص انجيلي كبير باللغة القبطية القديمة وتم تدوينه في القرن الرابع بعد الميلاد على صفحة بردى "تم العثور عليها في مصر أو سوريا" وفق ما ذكرت البروفيسورة البالغة من العمر 58 سنة، والتي أصدرت حتى الآن 8 كتب أبحاث تاريخية بعلم اللاهوت، اضافة لمحاضرات عدة في الموضوع ألقتها في ندوات دولية.في ذلك النص الذي بقي على قسم من البردية متآكل بعامل الزمن وعرضه 4 بطول 8 سنتيمترات، توجد عبارة غير مكتملة وبقي منها 4 كلمات، هي المثيرة للجدل، وترجمتها تقول: "وقال لهم يسوع: زوجتي..." الا أن النص غير مكتمل، لكنه يوحي بأن المسيح كان يتحدث فيه الى تلامذته الحواريين، لأنه وردت في النص عبارة أخرى جاء فيها على لسان المسيح قوله: "انها قد تصبح من أتباعي".كما في النص عبارة "أمي وهبت لي الحياة" وعبارة رابعة تقول "مريم الجديرة بالاستحقاق" في اشارة الى مريم المجدلية التي ذكرتها 4 أناجيل رسمية تعتمدها الكنيسة المسيحية بطريقة تؤكد بأنها كانت ذات شأن مع المسيح وتلامذته "وربما كانت هي المرأة التي تزوجها المسيح".والنص المترجم مكتوب بقبطية قديمة استخدم مدونوه الحرف اليوناني القديم لكتابته بأسلوب هو خليط من العامية والقبطية الفصحى المنتشرة ذلك الزمن في الجنوب المصري، علما بأن دراسات أجريت على النص بينت بأنه قد يكون نسخة عن نص سابق له بأكثر من 150 سنة، وكان ضمن ما أطلقت عليه البروفيسورة اسم "انجيل زوجة المسيح" ومتداولا ذلك الوقت، لكن لم يعد له وجود كما يبدو.ويشير النص الى أن بعض المسيحيين الأوائل كان يتداول انجيلا "ورد في سرده لحياة المسيح ومواعظه بأنه كان متزوجا" وفق تعبير البروفيسورة التي قالت ان البردية تم التأكد من أصالتها تماما "لكنها ليست دليلا بعد على وجود زوجة للمسيح، مع أن في العبارة تلميح لها مهم، كما أنها أول نص يتحدث عن زوجة في حياة المسيح" مضيفة أن تواتر الروايات عن "مسيح غير متزوج" بدأ بعد 200 سنة تقريبا من الميلاد.وكانت البروفيسورة كينغ عرضت قطعة البردية على الصحف الأميركية الثلاث في مؤتمر دولي عن الدراسات القبطية عقد هذا الأسبوع في روما، وشرحت لمراسليها بأن القرن الثاني بعد الميلاد "شهد جدلا واسعا في ما اذا كان الزواج وما يتبعه من اقامة علاقات جنسية مسموحا به للمسيحي، خصوصا لمن ينذر نفسه لخدمة المؤمنين" وهذا تقليد كنسي نشأت عنه الرهبنة وتطورت لتصبح مع الزمن فعل ممارسة يومية للإيمان المسيحي، وفق ما أطلعت عليه "العربية.نت" من مصادر أرشيفية.وذكرت كينغ أن البردية الصغيرة كانت لألماني، اشتراها منه في 1997 مقتن للآثار يقيم في الولايات المتحدة، لكنها لم تكشف عن اسمه، وقالت انه طلب منها قبل عام أن تترجم له نصها المكون من 8 أسطر بعد أن علم بأنها خبيرة بالقبطية القديمة، فأنهت ترجمتها في ديسمبر الماضي، وأبقتها سرا لديها حتى خطف الخبر عنها كل أضواء المؤتمر العاشر للدراسات القبطية هذا الأسبوع.