سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأربعاء الضوء على الاجتماع المهم الذي جمع الرئيس المصري "محمد مرسي" مع وزير الخارجية الإيراني "علي أكبر صالحي" بالقاهرة في إطار مبادرة الأول للسلام في سوريا، مشيرة إلى أن "مرسي" حذر المسؤولين الإيرانيين أمس الثلاثاء من أن دعم طهران للنظام السوري من شأنه أن يعوق تحسين العلاقات بين اثنين من أكبر الدول في الشرق الأوسط.وأوضحت الصحيفة أن وعد الرئيس المصري "مرسي" بمزيد من التقارب وتوطيد العلاقات مع مصر أتى كجزء من حزمة من الحوافز والجهود التي يبذلها "مرسي" لجذب إيران، بوصفها الحليف الإقليمي الرئيسي لسوريا في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب دول الربيع العربي وإبعادها عن دمشق والعثور على حلول سريعة لوضع حد لإراقة الدماء في سوريا.وأضافت الصحيفة أن البلدين اجتمعا في القاهرة أمس الثلاثاء كجزء من مبادرة السلام في سوريا والتي يرعاها الرئيس المصري "مرسي" تحت عنوان "اللجنة الرباعية الإسلامية" والتي تجمع بين مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا-بوصفهم الداعمين للانتفاضة السورية- مع إيران.من جانبه، قال "ياسر علي" - المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية-: "إن "مرسي" أخبر وزير الخارجية الإيراني في اجتماعهم أنه كرئيس لا يمكنه تجاهل أو إقصاء مشاعر الرأي العام في مصر، والذي هو ضد النظام السوري الذي يستخدم العنف ويمارس أعمال القمع ضد شعبه."ونقلت الصحيفة عن مسئولين مقربين من الرئاسة قولهم: "إن الرئيس "مرسي" عرض مجموعة من الحوافز على طهران لتتراجع عن دعمها للأسد بما في ذلك إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة والجهود نحو المصالحة مع دول الخليج الغنية، وهي خطوة تعتبر جائزة كبيرة لإيران خاصة وأنها تأتي في إطار ضغوط متزايدة بسبب برنامجها النووي المثير للجدل."ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس "مرسي" الذي يُعد أول رئيس مصري يزور الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ أكثر من ثلاثين عامًا أرسل رسالة واضحة إلى نظيره الإيراني "محمود أحمدي نجاد" يحذر فيها إيران من ضرورة توقفها عن دعم الرئيس السوري "بشار الأسد" لمنع أي فرصة للتدخل الغربي في سوريا.واستطردت الصحيفة لتقول إنه من المستبعد جدًا أن تتخلى إيران عن الرئيس السوري "بشار الأسد" مادام هناك فرصة له أو لنظامه للصمود في الوقت الذي تعول طهران كثيرًا على سوريا باعتبارها منفذًا استراتيجيًا لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ومعبرًا لحزب الله اللبناني المناهض لإسرائيل.