كتب - وليد صبري:أعلنت فرنسا أمس في تعليقها على نشر المجلة الأسبوعية الساخرة شارلي ايبدو الفرنسية رسوماً كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد "ص”، أن حرية التعبير بما فيها رسم الكاريكاتور هي "حق أساس” يصونه القانون، في الوقت ذاته، وقبل 24 ساعة من صدور تلك التصريحات دان القضاء الفرنسي مجلة "كلوزير”، مانعاً إياها من نشر الصور التي تظهر فيها دوقة كامبريدج عارية الصدر، وأمرها بتسليم النسخ الأصلية من الصور المثيرة للجدل إلى الأمير وليام وزوجته كايت، إضافة إلى حكمه بتغريم المجلة، ما فسره محللون على أنه ازدواجية فرنسية في التعامل مع حرية الفكر والإبداع.وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت "نحن في بلد يضمن حرية التعبير وحرية رسم الكاريكاتور أيضاً”، لكنه أضاف "إذا شعر البعض حقاً بأنهم تعرضوا لإساءة في قناعاتهم واعتقدوا أن القانون قد انتهك فبإمكانهم اللجوء إلى المحاكم”.ورفض وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس خلال استقباله مسؤولي المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أي تعرض "لحرية التعبير وحرية الإعلام والرأي والكاريكاتور في إطار القانون”، موضحاً أن "المحاكم موجودة لنصرة الذين يعتبرون أنهم أهينوا”.في المقابل، قال القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة بمصر عصام العريان "نرفض وندين الرسوم الفرنسية المسيئة للرسول وندين أي عمل يسيء للمقدسات وفقاً لمعتقدات الناس”.وأضاف العريان أن "على القضاء الفرنسي التعامل مع القضية بحزم مثلما تعامل مع المجلة التي نشرت صور دوقة كامبريدج زوجة الامير وليام.وتابع "لو كانت قضية كيت "الدوقة” مسألة خصوصية فإن الرسوم إساءة لشعب بالكامل. يجب احترام معتقدات الآخرين”.من جهته، قال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان إن على القانون الفرنسي أن يتعامل مع الإساءة للإسلام بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع إنكار محارق النازية.وأضاف "الحكومة الفرنسية عندها قانون لو أحد شكك في المحرقة يتم سجنه فلو أحد سب الصحابة أو النبي عليه السلام أو الإسلام أقصى حاجة تعتذر في كلمتين”.ودان القضاء الفرنسي أمس الأول مجلة "كلوزير” بسبب صور دوقة كامبرديج، وكان الزوجان قد رفعا شكوى أمام قاضي الأمور المستعجلة في نانتير في ضاحية باريس، بعد نشر المجلة لهذه الصور التي التقطت في منطقة بروفانس جنوب فرنسا مطلع سبتمبر الجاري خلال عطلة خاصة. ومنع قاضي الامور المستعجلة ناشر المجلة "مونادوري” "من بيع الصور أو إعادة نشرها بأي وسيلة أو من أي طرف وبأي شكل من الأشكال ولا سيما عبر الأجهزة اللوحية”.وحكمت على المجموعة بدفع 2000 يورو لتغطية كلفة المحاكمة، و10 آلاف يورو في مقابل اي نشر الصور مجددا أو نقلها إلى طرف ثالث. ويتوجب أيضاً على الشركة الناشرة لمجلة "كلوزير” التي يملكها رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني أن تدفع 10 آلاف يورو في مقابل كل يوم تتأخر فيه عن تسليم النسخ الاصلية للصور لدوقة ودوق كامبريدج.ويرى محللون أن نشر المجلة الرسوم المسيئة للرسول يثير جدلاً بين الفرنسيين الذين يترددون بين الدفاع عن حرية التعبير وادانة "المغالاة”، في ظرف يشهد اعمال عنف في العالم بسبب الفيلم المسيء للاسلام «براءة المسلمين» الذي أنتج في الولايات المتحدة.