لم يجد السوريون سوى صفحات الإنترنت للبحث عن المئات من أحبتهم الذين فُقدوا في ظروف غامضة منذ تفجر الثورة، بحسب تقرير لقناة "العربية"، اليوم الخميس.وفي هذا السياق، أنشأ عدد من الناشطين صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لعرض صور المفقودين في محاولة لمساعدة ذويهم على العثور عليهم.ومع مرور أيام المواجهات المسلحة في سوريا، تتكشف مظاهر جديدة من عذابات المواطنين السوريين، إلى جانب ارتفاع معدلات القتلى الذين يسقطون كل يوم، يوزاي ذلك الموت، موت آخر بطيء يحمل عنوان "مفقود"، تتقطع له أوصال عائلات في انتظار الأمل في عودة أحبتهم سالمين.وتعرض صفحة على موقع "فيسبوك"، تحمل عنوان "مفقودين"، صوراً لأطفال ونساء وشبان وشيوخ فقدوا لأسباب مجهولة، منهم من خرج من المنزل بغرض شراء حاجة، ومنهم من توجه إلى عمله ولم يعد، لكن الجميع يشترك في نهاية مأساوية، بأنهم وقعوا ضحية الخطف، سواء لخصومة شخصية أو أسباب أمنية أو طلباً لفدية، وأحياناً أخرى دون أن يكون هناك سبب.ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تعرض ما يتراوح بين ألفين و3 آلاف شخص للخطف في مختلف المناطق السورية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل نحو 18 شهراً، تتركز معظمها في المناطق التي تشهد أحداث عنف.لا أحد يعرف مصير هؤلاء، وما الجهة التي اختطفتهم ولصالح من، لكن يبقى السؤال الأهم في سلم أولويات عائلاتهم وأحبائهم: هل مازالوا أحياء أم غيبهم الموت كما غاب الأمن في بلد تعصف فيه المواجهات؟وفي انتظار بصيص أمل، يعرض موقع التواصل الاجتماعي صوراً لعدد من المفقودين، مقرونة بمعلومات بسيطة، منها تاريخ اختفائهم وأرقام هواتف عائلاتهم.وفي انتظار رنين الهاتف، يبقى الانتظار صعباً في مواجهة الخبر القادم، فإما الموت أو طلب فدية.