كتب "مخبز الشهداء" القائم في حمص القديمة عبارة "الرغيف مقابل الفاتحة"، وإن كان المخبز يجاوز جامعاً قصف سابقاً من قبل قوات النظام السوري فإن الأول بقي في مكانه، واتخذ من إسمه الجديد، الذي تغير بعد الثورة، شعاراً له.ربما يبدو بقاء المخبز وسط الدمار الذي لحق بالحي بأكمله يحمل حكمة ما، فالمخبز تكرس حالياً لإطعام الناس مجاناً، إذ تصل مساعدات من الأحياء المجاورة، ويقوم الشباب القائمون على الفرن بتوزيع الخبز مجاناً مقابل قراءة الفاتحة على روح أموات حمص وسوريا كلها.وكتبت عدة صفحات حمصية تنشر أخبار الثورة تحت عنوان "فقط في حمص": "يباع رغيف الخبز مقابل قراءة الفاتحة"، وإن كان الأمر يبدو نظرياً، فإن سكان المنطقة أكدوا الموضوع، حتى إن أحد الناشطين قال إن أطفال الحي باتوا يقرؤون الفاتحة على عدد أرغفة الخبز التي يحملونها ليوزعوها على العائلات المتبقية في بعض البيوت.رمزية بعض الأفكار التي ينفذها السوريون عامة والحمصيون خاصة تعطي انطباعاً بأن الشعب السوري لا يزال قادراً على التكاتف والوقوف جنباً إلى جنب لمواجهة الحرب التي شنها عليهم النظام السوري، وليبدو رغيف الخبز المجاني مقابل الفاتحة أقوى من طائرة حامت فوق المنطقة وقصفت الحي ودمرت مسجده وبقي الفرن في غفلة منها ومن رجال الأسد.