أثارت الدعوات الطائفية التي دعا إليها مقتدى الصدر لخروج أنصاره في التيار الصدري إلى مظاهرات مؤيدة لمسيرة في البحرين استياء وغضباً عربياً، وأكد عدد من الإعلاميين والمسؤولين العرب أن تلك التظاهرات التي خرجت في العراق تؤكد النهج الطائفي لأتباع الولي الفقيه، مشيرين إلى أنها تدخل في إطار أوامر الولي الفقيه لأتباعه في العراق ولبنان للفت الأنظار عن القمع والتقتيل في سوريا، في غضون ذلك اعتبرت الحكومة العراقية على لسان الناطق الرسمي أن المسيرة "تعبير شخص وكل شخص يعبر بما يراه مناسباً” وكان مشاركون بمؤتمر الثورة والانتقال الديمقراطي في الوطن العربي بتونس أكدوا أن "الاحتجاجات في البحرين طائفية، ولم تكن محل إجماع من كافة شرائح المجتمع، كما هو الحال في مظاهرات دول الربيع العربي”، لافتين إلى "الدور الذي لعبته إيران في تأجيج المظاهرات بالبحرين”.وأوضح مشاركون من المغرب والأردن بالمؤتمر، المنظم بالتعاون بين مركز دراسات الوحدة العربية والمعهد السويدي، أن "الأحداث التي شهدتها المملكة لم تكن بدافع وطني، وإنما كانت خلفها أيادٍ خارجية”. من جانبه قال الكاتب زهير الدجيلي إن تظاهرات التيار الصدري يوم الجمعة الماضي في ثماني محافظات عراقية مشهد مزر لسياسة عراقية غامضة متلاعبة بالشعارات الحزبية والطائفية، ومشهد فوضوي ناجم عن تعصب مذهبي. وأكد الدجيلي، في مقال بصحيفة "القبس” الكويتية أمس، أن التظاهرة التي رفعت شعارات وهتافات انطوت على تنديد بالحكومة البحرينية، وبعض دول الخليج، إساءات سياسية لا يجب أن تحصل في بلد تنشد حكومته عقد القمة العربية في بغداد، وتطبيع العلاقات مع جيرانها من الدول العربية، وبالأخص دول الخليج. وأضاف أن "إحراق أعلام تلك الدول وصور زعمائها ودوسها بالأقدام، من المفترض أن ترفعها حكومة العراق على مكان اجتماعات القمة في نهاية الشهر. وأشار إلى أن مصادر مطلعة أفادت "القبس” أن تظاهرات التيار الصدري التي شارك فيها نواب وأعضاء مشاركون في الحكومة، بمستويات مختلفة أحرجت حكومة المالكي، وكشفت عدم توحدها، وتعدد مراكز القرار. كما أزعجت الخارجية العراقية التي ظلت تسعى طوال الفترة الماضية إلى علاقات مستقرة، مع الدول كافة، وبالأخص الأشقاء في دول مجلس التعاون.وقال إن الغرابة في هذا المشهد التراجيدي أن تيار مقتدى الصدر تيار أساسي مشارك في حكومة المالكي، وفي البرلمان وفي مؤسسات مركزية وحكومات محلية. وهذا ما تعتبره المصادر تناقضاً في النهج والأداء، يجعل الحكومة دائماً تسير بوجهين؛ واحد إلى أمام، والثاني إلى خلف، بسبب إعاقة تبررها بأنها (الديمقراطية) التي لا تقدر أن تتجاوزها.وتساءل الدجيلي "كيف تستقيم تصريحات رئيس الحكومة الإيجابية إزاء دول الخليج، بينما بعض وزرائه والتحالف المشارك له يدعون للتظاهر ضد هذه الدول، وضد قوات درع الجزيرة، وينددون بها ويحرقون أعلامها؟ وكيف تستقيم تصريحات رئيس البرلمان الودية التي أطلقها عشية تلك التظاهرات في الكويت، إزاء دول الخليج، بينما يدعو نائبه الأول (الصدري) إلى تلك التظاهرات؟”. وأضاف "والأغرب أن كل هؤلاء في ساحة "راحة وتجل” يحلمون بنجاح مؤتمر القمة، ويبتهجون بالأخبار التي تقول إن زعماء الخليج سيلبون الدعوة بكل سرور، بينما ترتفع أصوات أنصار الأحزاب الإسلامية الحاكمة في العراق منددة بهم، وتحرق صورهم وأعلامهم!”.وقال زهير الدجيلي إن "أحلام المالكي بحضور عربي حميم تبددها هذه النشاطات الحزبية التي ترتبط بالسياسة الإيرانية في العراق، وتقول المصادر إن تلك السياسة الخفية التي تمسك بالدولة وشوارعها، لا تريد للعراق أن يعود عراقاً عربياً لأسرته، يحترم أشقاءه ويحترمونه”.