كتبت ـ هدى عبدالحميد: كشف تقرير صادر عن المجلس الدولي لمراقبة المخدرات، أن شبكة الإنترنت أصبحت الوسيلة الأكثر شيوعاً تداول المواد المخدّرة، وتُستخدم من قبل التجار في ترويج مواد ممنوعة.ولفت التقرير إلى أن «صيدليات الإنترنت» تزاول هذا النشاط ، وهي على دراية تامة بالطبيعة غير القانونية للاتجار بها وترويجها، موضحاً أن الاستخفاف بالقانون يأتي من أن تجّار المخدرات على الشبكة «يعملون وهم يفترضون أن جزءاً ضئيلاً من الشحنات عبر البريد الدولي يمكن اكتشافها قياساً لضخامتها».وأظهر التقرير أن الإنترنت وسيلة فعالة وناجحة لوصول الدواء لكل مواطن، وبالمقابل تنشأ المشاكل من أن صيدليات الإنترنت لا تهتم بالوصفة الدوائية أو ما إذا كانت تلك التجارة تمثل خرقاً للمعاهدات الدولية أو القوانين المحلية، ولا شأن لها إذا شُحنت المواد المخدرة بطرود تحت مسميات أخرى مضللة. وتضمن التقرير الصادر عن لجنة المخدرات ووفقاً لمعلومات واردة من دول تخضع فيها أنشطة صيدليات الإنترنت غير القانونية لتحقيق مكثف، أن الحجم الهائل من معاملات صيدليات الإنترنت يبعث على القلق الشديد، خاصة أن تلك المواد يشتريها عامة الناس سيما الأحداث منهم.وكشف التقرير أن أن (34) صيدلية غير قانونية تعمل في الولايات المتحدة، وصرفت عام 2006 ما يزيد عن (98) مليون وحدة جرعية من منتجات الهيدروكودون.ونقل عضو الاتحاد العربي للتحكيم الإلكتروني المختص بجرائم الإنترنت حسين الغافري، عن تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات تأكيده وجود دليل واضح على استعمال الإنترنت كوسيلة لتبادل الرسائل والمعلومات المشجعة للشباب على تعاطي المخدرات.وقال التقرير إن هناك من يعد مواقع إلكترونية تعرض وصفات طبية للبيع تحتوي على أدوات طبية مخدّرة وأحياناً غير مصنفة، كما هو حال العقار VIAGRA قبل إباحته، حيث استطاع تجار المخدرات الترويج له عبر خدمة البريد الإلكتروني.وتُتيح شبكة الإنترنت غرف الدردشة Chat Room سيما الخاصة منها وحلقات نقاشية للاتجار بالمخدرات وتسهيل وصولها للمتعاطين، وتعد من أهم الطرق المستخدمة في نشر ثقافة المخدرات عبر شبكة الإنترنت على حد وصف التقرير.وأضاف «هناك على الشبكة غرف للدردشة متخصصة في هذا المجال، وتحمل أسماء ذات علاقة بمهمتها مثل «التفكير بتعاطي الهيروين»، وتُجرى حولها حلقات نقاشية تهدف إلى الترويج بأرواح البشر».ولفت التقرير إلى أن شبكة الإنترنت بخدماتها ومميزاتها الكثيرة والمتطورة، أصبحت سوقاً مغرية لتجار المخدرات والمروجين، ويمكن في بعض دقائق للغواص في محيطها من اكتشاف كيفية الحصول على المخدرات، وتعلم كيفية استنشاق الهيروين والكوكايين، وأسعار الماريجوانا، والصيغة الكيماوية للميتافيتامين المنشط الكيماوي المعروف والأكثر انتشاراً.وأورد سهولة الحصول على المواد الأولية لصناعة المخدرات عبر الشبكة، والتعرف على طرق صناعة الخلطات، وشراء التجهيزات اللازمة لذلك، لافتاً إلى أن شبكة الإنترنت لا تزال تمتلي بالأدلة المعنوية «اصنعها بنفسك»، وتُمكّن قراءها من تحضير وتعاطي العقاقير الخاضعة للرقابة، و»كثير من هذه الأدلة تقع ملقماتها في كندا والولايات المتحدة الأمريكية».وأكد التقرير أن الملاحة في محيط الإنترنت تمكن من الوصول إلى كتب تتناول كيفية الحصول على السلائف الكيميائية المستخدمة في صنع المخدرات والمؤثرات العقلية، والتعرف على أسلوب تشغيل مختبرات العقاقير غير المشروعة، ودعوات لشراء مجموعة من الكتب تتضمن وصفات لتركيب العقاقير وإمكانية تعاطيها على نطاق واسع نتيجة للتشجيع على إنتاجها واستهلاكها في إطار نادٍ كبير على شبكة الإنترنت يشجع أعضاؤه بعضهم بعضاً ويتبادلون الآراء والمساعدة.واردف التقرير «لم يقتصر الأمر على استخدام الشبكة العالمية على عمليتي البيع والعرض لآفة المخدرات، وإنما امتد ليشمل بيع التقنية ذاتها كوسيلة للاتجار المذكور، وبما يسهل الأمر على المتاجرين بأرواح البشر منهم».