قال البنك الدولي إن توفير فرص العمل قد يساعد الحكومات على تحسين أحوال مواطنيها، لكن بعض الوظائف تأثيرها أكبر من غيرها فيما يتعلق بمساعدة المجتمعات على التقدم.وأوضح البنك أن أهم مكاسب التنمية يمكن تحقيقها من خلال الوظائف، التي لا توفر مصدر دخل للعاملين فحسب، بل تؤدي أيضا إلى تحسين أداء المدن واتصالها بالأسواق العالمية وحماية البيئة وتعزيز المشاركة المدنية وتقليص معدل الفقر.ومع معاناة دول في أنحاء العالم من معدلات بطالة مرتفعة ولا سيما بين الشبان، حذر البنك الدولي من أن النمو الاقتصادي لن يخلق وحده الوظائف التي من شأنها تحسين حياة الناس وتقليص الصراعات وذلك على النقيض من الاعتقاد السائد.ونقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية عن مدير تقرير التنمية العالمية السنوي للبنك الدولي مارتن راماأن الأمر "لا يقتصر على عدد الوظائف بل على ما يفعله الناس أيضا". وركز تقرير العام الجاري على تأثير التوظيف في رفاهية المجتمعات بصفة عامة استنادا لنماذج مأخوذة من أكثر من 800 استطلاع ومسح.وضرب راما مثلا بموزمبيق، حيث أفرزت طفرة أسعار السلع الأولية واحدا من أعلى معدلات النمو في إفريقيا جنوبي الصحراء، غير أن أكثر من 80% من مواطني البلاد يعملون في الزراعة، حيث ما زالت معدلات الفقر مرتفعة بشكل عصبي.ووفقا لوكالات فإنه ينبغي أن تركز الحكومات على دعم فرص العمل في قطاعات يمتد تأثيرها الإيجابي في المجتمع ككل، فعلى سبيل المثال، جرى ربط توفير مزيد من الوظائف للنساء باستثمار أكبر في التعليم والصحة، في حين يسهم تقليص القيود أمام فرص العمل للشبان في تحسين الانسجام المجتمعي.وفي تونس لم تترجم معدلات النمو المرتفعة لمزيد من الوظائف للشبان، إذ عرقلت البيروقراطية وعدم المساواة تأسيس شركات جديدة، وشهدت البلاد اضطرابات في عام 2010 كانت شرارة لانتفاضات مماثلة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وقال البنك إن هناك حاجة لتوفير مئات الملايين من الوظائف الجديدة لمواكبة النمو السكاني العالمي بحلول عام 2020. وذكر التقرير، الذي يبرز أهمية الوظائف بالنسبة للتنمية، أنه في الوقت الذي يرتفع فيه عدد سكان آسيا وجنوب الصحراء الإفريقية، هناك ضرورة لزيادة عدد الوظائف بمقدار 600 مليون وظيفة فوق مستويات عام 2005.وتمثل الأزمة الاقتصادية العالمية تحديا أمام تحقيق هذا الهدف، إذ إن هناك نحو 200 مليون شخص لا يزالون عاطلين، بينهم 75 مليونا تحت سن الخامسة والعشرين، ويقدر البنك الدولي أن هناك 621 مليون شاب آخر بلا عمل، ولكن لا يبحثون عن وظيفة.وقال رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم: "الوظيفة الجيدة يمكن أن تغير حياة المرء، بل إن الوظائف المناسبة يمكن أن تغير مجتمعات برمتها. تحتاج الحكومات إلى تركيز الاهتمام على الوظائف لتعزيز الرخاء ومكافحة الفقر".وأضاف: "من المهم أن تعمل الحكومات بشكل وثيق مع القطاع الخاص الذي يمثل 90 في المائة من جميع الوظائف. لذا نحتاج إلى إيجاد أفضل السبل لمساعدة المزارع والشركات الصغيرة على النمو. الوظيفة تعني الأمل. ويمكن أن تحول الوظائف دولا هشة إلى دول مستقرة". وحث البنك الدولي الحكومات على العمل مع القطاع الخاص لتعزيز نمو الوظائف وتوفير الأجواء الإيجابية للأعمال التجارية ووضع سياسات عمل تساعد على توفير المزيد من الوظائف.
Business
البنك الدولي: العالم يحتاج 600 مليون وظيفة لمواكبة النمو السكاني
03 أكتوبر 2012