ذكرت مصادر مطلعة من إيران اليوم الأربعاء أنه تم تحديد ميدان "انقلاب" الذي شهد أكبر مظاهرات قبيل سقوط الشاه والثورة المخملية عام 2009 للخروج بمظاهرات واسعة يوم غد الخميس تبدأ من الساعة 8 صباح. وذكر الناشط الإعلامي الاحوازي محمد مجيد الاحوازي أن الشباب الإيراني وخاصة طهران يتبادل رسائل بشكل واسع جدا ترسل عبر النقال تحت عنوان ( هم وطن اين آخرين فرصته ) وتعني :" يا ابن وطني هذه آخر فرصة". وبين الناشط الإعلامي :"وصلتني رسائل كثيرة من الطلبة في طهران، تشير إلى تنسيق كامل ودقيق بين مجاميع طلابية للخروج بمظاهرات في طهران يوم غد بالعاصمة الإيرانية طهران" وأن شعارات الليلة في سماء إيران الساعة 10 ( لعنت به گروني ** آخوند تو سرنگوني ) وتعني "الله يلعن هذا الغلا ... يا معمم انتَ ساقط". يذكر أن صدامات بين محتجين ورجال الشرطة اندلعت في وسط طهران اليوم الأربعاء في أول مؤشر على الاضطرابات الشعبية على خلفية أزمة العملة الإيرانية التي تسجل انخفاضا تاريخيا، حيث خسرت أكثر من نصف قيمتها منذ الأسبوع الماضي. واقتحم مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب حي الفردوسي الذي تنتشر فيه محلات الصرافة، واعتقلوا عددا من الصرافين غير القانونيين وأمروا بإغلاق مكاتب الصرافة المرخصة وغيرها من المتاجر، بحسب ما افادت وكالة فرانس برس. وشوهد رجال شرطة يرتدون الزي الرسمي والملابس المدنية وهم يقومون باعتقال العديدين. وبحسب شهود عيان فقد ألقى بعض المحتجين الحجارة على رجال وسيارات الشرطة ثم فروا من المكان. واندلع احتجاج في البازار الكبير التاريخي في طهران والذي يضم عددا من المتاجر المهمة للمدينة، إلا أن الشرطة سارعت إلى اخماده. وقال صاحب احد المتاجر "أغلقنا محلاتنا لأننا لا نعرف ما الذي سيحدث" في سوق العملة. الشرطة ستتحرك ضد التجار ومن جانبه صرح العقيد خليل هلالي القائد في قوات الأمن لوكالة مهر الإخبارية أن الشرطة "ستتحرك" ضد التجار الذين أغلقوا محلاتهم بسبب "تعكيرهم" الأجواء. ونقلت وكالة فارس عن الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم، قائد الشرطة الوطنية قوله أن وحدة خاصة مؤلفة من قادة الشرطة ومسؤولين اقتصاديين من الحكومة قد تشكلت "لمواجهة من يشيعون الاضطراب في سوق العملة". وأضاف أن "تقييم البنك المركزي يفيد أن الناس يحتفظون بكمية كبيرة من العملة والذهب في منازلهم ما ينعكس سلبا على الاقتصاد". وتابع "مع الأسف يظن البعض أن رأسمالهم سينهار "بسبب انهيار العملة" ويهرعون الى أسواق العملة والذهب، الأمر الذي يتسبب في ارتفاع الأسعار". ويبدو أن حملة القمع هي محاولة من السلطات لوقف الانحدار الكبير في قيمة الريال الإيراني هذا الأسبوع. وأول أمس الثلاثاء قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن العقوبات الغربية هي المسؤولة عن تدهور العملة. إلا أن منافسيه قالوا إن سوء إدارته للاقتصاد هي السبب الرئيسي في ذلك. وتعهد المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي مرة أخرى اليوم الأربعاء بأن لا تذعن بلاده للضغوط الغربية التي تهدف إلى إجبارها على التخلي عن برنامجها النووي".
التومان .. عملة لا تصرف !!
وذكر صرافو العملات أن جميع التعاملات تقريبا توقفت في السوق ما يجعل تقييم قيمة العملة الإيرانية غير أكيد، إلا أن سعر الدولار يقدر بنحو 36 ألف ريال، وهو نفس سعره عند اغلاق التعامل الثلاثاء. وتخضع المواقع الالكترونية التي ترصد سوق الصرف إلى الرقابة حيث لم تكشف أي منها عن سعر الريال مقابل الدولار. ووصل سعر الريال قبل أسبوع إلى نحو 22 ألف ريال للدولار، بينما كان سهره 13 ألف ريال قبل عام. وأدى انهيار سعر الريال الى زيادة التضخم في إيران بشكل كبير، والذي يعتقد أنه أعلى بكثير من نسبة 23,5% الرسمية التي يتحدث عنها البنك المركزي. وتخضع ايران الى عقوبات فرضتها الامم المتحدة بسبب برنامجها النووي المثير للجدل وتم تشديدها بعقوبات نفطية ومصرفية أميركية وأوروبية والهدف من ذلك هو حرمان إيران من مواردها النفطية لدفعها إلى وقف نشاطاتها النووية الحساسة. وتعتبر الحكومة الأميركية انهيار الريال مؤشرا على تأثير العقوبات الغربية الكبير على اقتصاد الجمهورية الإسلامية. إلا أن أحمدي نجاد قال انه حتى رغم "الحرب النفسية على سوق العملة" فان ايران لن تذعن للضغوط لوقف نشاطاتها النووية. وقال "لسنا شعبا يتراجع في المسالة النووية".