أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب من خلال تبادل المعلومات، والحرص على محاسبة أي دولة تؤوي أو تساعد على إيواء الإرهابيين، مشدداً على محاربة هذا الشر الذي يهدد جميع الدول والشعوب ويعتدي بصفة مباشرة على سيادة القانون وحقوق الإنسان.وقال، في حفل الافتتاح الرسمي للقمة الثالثة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، ممثلاً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والتي افتتح أعمالها فخامة اويانتا هومالاتاسو رئيس جمهورية البيرو بالعاصمة ليما: "مع استمرارنا في العمل على تحقيق التقدم في بلدنا على مبادئ الحوار السلمي، والتوافق، والشمولية، والاحترام المتبادل، وسيادة القانون، فإننا في البحرين على ثقة أن هذا التقدم سوف يعزز مجتمعنا واقتصادنا، ويتيح لشعبنا القدرة على تحقيق أقصى إمكاناتهم وتجسيد طموحاتهم نحو مستقبل زاهر ومزدهر”. وأعرب وزير الخارجية عن ثقته بأن تحقق القمة نتائج فعلية وملموسة، وقال: "إننا على قناعة بأن الحوار السياسي المفتوح والودي مهم أيضاً، ونظراً لانتشار الأعمال الإرهابية في جميع أنحاء العالم، فيجب علينا جميعاً أن نتعاون عبر حدودنا الوطنية لمكافحة هذا التحدي الكبير من خلال تبادل المعلومات”. وأضاف: "إننا نؤمن بأن هذه القمة يمكن أن تسهم بتعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية وتعميقها بيننا، وعلى ضوء ذلك، نرحب بمقترح تعاون المعاهد الدبلوماسية لكلا المنطقتين، وكلنا أمل في أن نرى تبادلات شبابية أيضاً”. وأكد وزير الخارجية، أمام القمة التي اختتمت أعمالها باعتماد "إعلان ليما” الذي تمت فيه الموافقة على دعوة مملكة البحرين لاستضافة اجتماع وزراء خارجية الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في العام 2014، أن البحرين شهدت، على مدى السنتين الماضيتين، فترةً صعبة، غير أن اقتصادها استمر في تحقيق النمو، ولايزال هو الأكثر تنوعاً في الخليج العربي.وقال: إن البحرين حلت في المرتبة الأولى في مؤشر Heritage Foundation للحرية الاقتصادية للعام 2012 والتقرير السنوي Fraser Institute، كدولة أكثر حرية اقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما حلت في المرتبة الخامسة والثلاثين على قائمة الدول الأكثر تنافسية في العالم في العام 2012 وفقاً لتقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.وأكد وزير الخارجية الأهمية الكبيرة التي توليها مملكة البحرين لعلاقات الصداقة الفريدة والتاريخية التي تربطها بالقارة الأمريكية الجنوبية وأهمية العمل على استكشاف السبل الجديدة التي تساعد على تعزيزها وتطويرها، مشيداً بمواقف دول أمريكا الجنوبية الثابتة والداعمة للقضية الفلسطينية.وأنهت القمة الثالثة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية "أسبا” أعمالها باعتماد "إعلان ليما” الذي عبر عن ارتياح قادة الدول العربية والأمريكية الجنوبية لمسار العلاقات بين الإقليمين وخاصة في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري، وفي مجالات تبادل المعلومات ونقل التكنولوجيا والطاقة وتنشيط العلاقات السياحية وتبادل الخبرات في المجالات الصناعية والزراعية، كما أكد القادة على أهمية توسيع الحوار السياسي القائم بينهما الذي يهدف إلى التنسيق والاتفاق على مواقف موحدة في جميع المحافل وذلك حمايةً لمصالح دولهم المشتركة واحتراماً لمبادئ القانون الدولي ودور الأمم المتحدة في حل النزاعات وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، كما أكد القادة في إعلان ليما على احترام حقوق الإنسان وتعزيز الحريات الأساسية، آخذين في الاعتبار الخصوصيات الوطنية والإقليمية والخلفيات التاريخية والثقافية والدينية. وتناول الإعلان كذلك العديد من مجالات التعاون والاتفاق على الكثير من السياسات في مجالات الصحة والتعليم والعمل خفض الفقر والبطالة وإعداد الآليات والمشاريع التي من شأنها تحقيق تلك الأهداف.