يتدفق مئات الأثرياء الخليجيين والعرب سنوياً إلى لندن لشراء أندر العملات والقطع النقدية التاريخية في العالم مقابل مئات آلاف الدولارات، فيما يتضخم سوق العملات النادرة تدريجياً عبر العالم ويتحول إلى "بزنس" ضخم بالنسبة لكثير من الهواة.وتشهد العاصمة البريطانية العديد من المزادات سنوياً التي تستقطب المئات من الهواة والمهتمين والمستثمرين الذين يضخون مئات الآلاف من الدولارات في هذا السوق، فيما تتحول لندن الى عاصمة لتداول العملات النادرة، ومن بينها العملات العربية القديمة التي تعود إلى ما قبل مئات السنين.ونقل موقع "العربية.نت" حيثيات واحد من أهم المزادات التي تنظمها سنوياً في لندن مؤسسة (SPINK) التي تعتبر أشهر وأعرق مؤسسة في العالم تقوم بتنظيم عمليات بيع وشراء العملات التاريخية والتراثية النادرة.واشترى رجل أعمال إماراتي، حضر إلى لندن خصيصاً للمشاركة في المزاد أمس الأربعاء الموافق 3 أكتوبر 2012، قطعة نقدية فلسطينية مقابل 44 ألف جنيه استرليني (70 ألف دولار أمريكي)، وهي ورقة نقدية من فئة خمسين جنيهاً تعود إلى فترة ما قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.ويتداول هواة جمع العملات والنوادر آلاف القطع سنوياً بملايين الدولارات عبر العالم، إلا أن لندن تتحول تدريجياً إلى عاصمة لهؤلاء الهواة، وتستقطب إليها لهذا الغرض العشرات من أثرى أثرياء منطقة الخليج.انتعاش ملموسوقال الدكتور علي محيلبة، الذي يدير اتحاداً عالمياً لهواة العملات النادرة، ويعتبر واحداً من أشهر تجار العملات التراثية والنادرة في العالم، إن سوق العملات النادرة يشهد انتعاشاً وتنامياً ملموساً ومطرداً، وخاصة في العالم العربي، مشيراً إلى أن "هذا البزنس أصبح بالملايين حالياً حول العالم".وأكد محيلبة لـ"العربية.نت" أن الحضور العربي كبير جداً في المزادات التي تقام للعملات النادرة، مشيراً الى أن هناك هواة ومستثمرين من مختلف أنحاء العالم العربي يحرصون على حضور المزادات واقتناء مزيد من القطع، وكثير منهم يحقق أرباحاً كبيرة عند إعادة بيعها.وأضاف، "مستثمرون من دول الخليج والعراق والأردن ومصر وسوريا ولبنان والكثير من الدول العربية يأتون إلى هنا من أجل اقتناص الفرص وشراء بعض القطع النادرة، والكثير منهم يحققون أرباحاً جيدة، أو يحصلون على قطع يستحسنون اقتناءها".ويؤكد محيلبة أن "العرب يستحوذون على وزن ثقيل في هذا البزنس، لكن غالبية العرب العاملين في هذا البزنس من كبار السن، وهو ما يجعلنا ندعو صغار السن للانضمام إلى هذا العالم والاستفادة منه في مجال الوقت والمال معاً".ويتفق المدير التنفيذي لمؤسسة (SPINK) بارنابي فاول، مع محيلبة في أن العرب يستحوذون على وزن ثقيل في هذا البزنس، مؤكداً لـ"العربية.نت" أن المئات من أثرياء الخليج يأتون إلى لندن سنوياً من أجل المشاركة في المزادات التي تنظمها المؤسسة.وقال فاول، "هذا السوق جديد في منطقة الشرق الأوسط لكنه قوي جداً ومهم جداً، الكثيرون يأتون من منطقة الخليج ويهتمون بهذه القطع، خاصة في دبي وقطر".وأضاف، "لدينا الكثير من الزبائن الذين يأتون خصيصاً من منطقة الخليج، وكذلك لدينا زبائن خليجيون يتواصلون معنا عبر الانترنت ويشاركون في مزاداتنا".يشار الى أن تجارة العملات النادرة والقديمة شهدت انتعاشاً متزايداً في السنوات الأخيرة نتيجة تسهيل الانترنت التواصل بين الهواة والتجار في أنحاء العالم، ومن ثم ظهور العديد من المواقع الإلكترونية المتخصصة بالمزادات وببيع هذه القطع الثمينة.