شن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الخميس الهجوم الذي فوته في الليلة السابقة في أثناء المناظرة التلفزيونية مع خصمه الجمهوري ميت رومني منتقدا إياه لمنعه من تسجيل تقدم في استطلاعات الرأي.وهاجم أوباما خصمه خلال لقاءات انتخابية كبيرة في كولورادو وويسكونسن معتمدا أسلوبا ديناميا وقتاليا وموجزا على عكس أدائه في المناظرة مساء الأربعاء حيث بدا مرشحا منهكا تغلب عليه رومني بوضوح.وناشد الرئيس الناخبين ألا ينخدعوا بمحاوره في المناظرة التي تابعها 67 مليون مشاهد والتركيز على "ميت رومني الحقيقي" الذي وعد بتخفيض الضرائب على الأغنياء ولا يعبأ بالمدرسين بحسبه.وقال أوباما بحماسة "إن أردت أن تكون رئيسا فإنك مدين للشعب الأمريكي بالحقيقة"، وذلك أمام حشد أنصاره الذين يخشون تراجع نسبة التأييد له في استطلاعات الرأي التي كانت تعكس تقدمه قبل خسمة أسابيع على انتخابات 6 نوفمبر.لكن مساعدي أوباما أقروا بالحاجة إلى "مراجعة جدية" لاستراتيجيتهم قبل المناظرة المقبلة في 16 أكتوبر بعد استغلال رومني أولى المناظرات الثلاث لنفح بعض الأمل في حملته المتداعية.واحتفل رومني بانجازه في المناظرة بقيامه بزيارة مفاجئة إلى مؤتمر للمحافظين في دنفر بولاية كولورادو وحذر من أن سياسات أوباما الاقتصادية ستأخذ الولايات المتحدة إلى مصير يشبه مصير أوروبا المثقلة بالديون.وقال رومني "اعتبرت أن رؤية الرئيس تتمثل بحكومة تساعد الشركات، ولا أعتقد أن هذا ما تؤمن به أمريكا". واضاف "بدلا عن ذلك، إنني أرى ازدهارا ينبثق من الحرية".وتابع رومني جولته في ولاية فرجينيا، وهي من الولايات الأساسية التي لم تحسم خيارها، برفقة مرشحه لمنصب نائب الرئيس بول راين.وحصل المرشحان لاحقا على دعم الجمعية الوطنية للبنادق وهي أقوى مجموعة ضغط من أجل الحق بحمل سلاح في الولايات المتحدة وسبق أن تواجهت مع أوباما عدة مرات.غير أن الرئيس سعى إلى البناء على ردود غفل عن استخدامها ضد حجج رومني الذي استعد جيدا للمناظرة، بما فيها حول تأكيده وقف المساعدات الحكومية لقناة بي بي اس التي أطلقت خصوصا شخصية الطير الكبير الشهير في برنامج "شارع سمسم" للأطفال الذي حقق انتشارا كبيرا.وقال أوباما في بلدة ماديسون الجامعية في ويسكونسن "سيتخلص (رومني) من الضوابط على شارع الأعمال وول ستريت لكنه سيلاحق شارع سمسم. لحسن الحظ نجد أخيرا من يلاحق الطير الكبير".كما علق الرئيس على تصريح رومني الأربعاء بأنه لم يسمع أبدا باعفاءات ضريبية لشركات تنقل الوظائف إلى الخارج وأنه سيحتاج إلى محاسب جديد إن صح الأمر.وقال أوباما "يبدو أنه على ما يرام مع محاسبه الحالي" في إشارة متهكمة إلى الترتيبات الضريبية المعقدة التي يعتمدها رومني في حسابات خارج البلاد والتي يركز عليها الديموقراطيون للإشارة إلى أنه لا يعبأ بمتاعب الطبقة الوسطى.ووعد كبير مساعدي أوباما ديفيد اكسلرود بمراجعة تكتيكات الحملة قبل المناظرة المقبلة في جامعة هوفسترا في نيويورك وقال ان نفي المرشح الجمهوري الحقائق جعل التعامل معه صعبا في مناظرة.وقلل مستشار أوباما ديفيد بلوف من احتمال إعادة رومني خلط الأوراق بعد أدائه البارز في الحملة التي كان أوباما يتصدرها في الاستطلاعات الشاملة وفي ساحات المعركة الحاسمة.واتفق المراقبون المستقلون على أن التحويرات الأفدح للوقائع في مناظرة دنفر بدرت عن رومني.وقال الخبير في شؤون الكونغرس في مؤسسة بروكينغز للأبحاث في واشنطن توماس مان لفرانس برس إن "مدققي الوقائع سينهمكون في تناول كلام رومني".وتابع "لقد كذب بوقاحة عدة مرات وهذا قد يغير الأمور في الأيام التالية".لكن أوباما قد يتلقى ضربة جديدة الجمعة مع نشر وزارة العمل الأرقام الأخيرة لعدد الوظائف والتي يتوقع ألا تختلف كثيرا عن البيانات المخيبة الناجمة عن بطء التعافي الاقتصادي.ففي أغسطس تراجعت نسبة البطالة إلى 8,1 لكن لم يتم إنشاء أكثر من 94 ألف وظيفة، ما عزز نظرية رومني بأن اوباما نفدت أفكاره الرامية إلى إنعاش الإقتصاد.