تحتضن العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم  السبت، مؤتمراً استثنائياً لزعماء القبائل المنضوين في تكتل عشائري هو الأكبر على الساحة السياسية في البلاد. تحالف قبائل اليمن الذي يرأسه الشيخ صادق الأحمر، زعيم كبرى القبائل اليمنية "حاشد"، أعلن أن مجلس شورى التحالف الذي يضم 600 زعيم قبلي بارز، سيعقد مؤتمره الأول للبحث في قضايا مصيرية، أبرزها اتخاذ موقف حاسم وتشكيل جبهة موحدة للتصدي لتدخلات إيران، والحيلولة دون استمرار تمدد نفوذها داخل الساحة اليمنية، وكذا البحث في دور القبيلة في بناء الدولة المدنية الحديثة، والخروج بموقف موحد اتجاه قضايا ساخنة من أبرزها مؤتمر الحوار الوطني وظاهرة السلاح وقضايا الثأر. ويأتي هذا المؤتمر بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الكشف عن ست شبكات تجسس إيرانية تعمل في البلاد وتشكل تهديداً لليمن ووحدته وأمنه واستقراره، وعائقاً أمام تنفيذ خطوات التسوية السياسية المبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ويعد تحالف قبائل اليمن أكبر تكتل عشائري في البلاد، وكان قد أعلن عن تأسيسه في 30 يوليو 2011 كتيار قبلي مؤيد للثورة الشبابية السلمية ومناهض لنظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وسيغيب عن هذا المؤتمر زعماء القبائل المنضوية في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وكان زعيم التحالف وشيخ قبيلة حاشد صادق الأحمر، قد هاجم طهران، متهماً قوى يمنية أبرزها الحوثيون وفصائل في الحراك الجنوبي بتنفيذ أجندة إيرانية لا تخدم الأمن والاستقرار في اليمن، وقال "أموال إيران هي من تحركهم وتجعلهم يقومون بذلك". وينظر مراقبون إلى أن موقف زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، يمثل امتداداً للنهج الذي سلكه والده الراحل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، الذي عرف خلال مسيرته السياسية بكونه مهندس التقارب بين اليمن وجيرانه وأشقائه في بلدان مجلس التعاون الخليجي، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية. تحالف عشائري مناهض و قال المحلل السياسي محمد مدهش "لا شك أن المؤتمر الذي سيعقده أبرز زعماء القبائل في اليمن سيؤسس لتحالف عشائري مناهض للتدخلات الإيرانية التي لا تستهدف اليمن ووحدته وأمنه واستقراره فقط، وإنما يسعى لجعل اليمن منطلقاً لنشاطات معادية للأشقاء والجيران في منطقة الجزيرة العربية والخليج، وخصوصاً البلد الأكبر والأكثر فاعلية المملكة العربية السعودية". وما زالت مواقف الشارع اليمني منقسمة بشأن الدور الذي لعبه زعماء القبائل المؤثرة خلال الأزمة التي شهدها اليمن العام المنصرم، وحركة الاحتجاجات التي عرفت بالثورة الشبابية السلمية المناهضة لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وينظر البعض إلى أن القبائل التي لها نفوذ كبير وتمتلك السلاح والقوة قدمت نموذجاً إيجابياً حين تخلى أفرادها عن سلاحهم وانخرطوا في ساحات الحرية والتغيير وضمن حركة الاحتجاجات السلمية التي أسقطت الرئيس السابق ووضعت مداميك التغيير المنشود، فيما يرى البعض الآخر أن هذه القبائل المسلحة كانت شريكة في السلطة والثروة طيلة ثلاثة عقود من حكم صالح، وحصلت على الامتيازات والمصالح الكبيرة، وأن انضمام زعمائها للثورة الشبابية هو هروب إلى الأمام والحصول على موقع ضمن العهد الجديد. وفي هذا السياق، شدد الباحث الاجتماعي، محمد عبدالله، على أن مؤتمر تحالف قبائل اليمن مطالب بأن يحسم أمره من الدولة المدنية، وأن يجسد إيمانه بها من خلال أفعال وممارسات تبدأ بالتخلي عن السلاح الذي ظل يرجح " قانون القوة" على "قوة القانون"، وشكل عائقاً أمام تطبيق النظام والقانون وبناء دولة المؤسسات. وتابع "ما نتمناه ألا يكون هذا المؤتمر مجرد استعراض عضلات وتوجيه رسالة قوية إلى العهد الجديد وإلى الرئيس عبد ربه منصور هادي مفادها أن أي محاولة لتقليص دور وحصة زعماء القبائل سيؤدي إلى تحريك الشارع وتهييجه ضده كما حصل بالنسبة للنظام السابق والرئيس السابق".