استبعدت صحيفة "النهار" اللبنانية أن تمتد الحرب السورية إلى مدة موازية للحرب الأهلية في لبنان، لأن المجتمع المدني الغربي لا يمكنه احتمال سقوط عدد القتلى يوميا، الذي يتجاوز معدل مائة وخمسين قتيلا، إلا أنها قالت "رغم هذا الاحتمال فأنه لا يمكن استبعاد ترجيح بات قويا وشبه عام، بأن تدوم هذه الحرب لمدة طويلة إنما دون تحديد موعد لانتهائها، وذلك نتيجة لتراجع الآمال التي علقت على الانتخابات الرئاسية الأمريكية كموعد أساسي لاحتمال بدء العد التراجعي للعمل على ملف الحرب في سوريا".وأوضحت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأحد، أن ربط تطورات الملف السوري بالاستحقاق الأمريكي يجري منذ الربيع الماضي خصوصا لدى أوساط دبلوماسية عربية وغربية، لكن وقبل أسابيع معدودة من موعد هذه الانتخابات في نهاية الأسبوع الأول من الشهر المقبل، خبت هذه الآمال إلى درجة كبيرة ولم تعد الانتخابات الأمريكية تلك المحطة المفصلية التي سيكون الملف السوري بعدها غير ما قبلها.واعتبرت الصحيفة أنه من الأسباب الكامنة وراء إسقاط الرهان على الانتخابات الأمريكية تتصل بجملة أمور من بينها في درجة أساسية، أنه لا قرار أمريكي ولا رغبة في التورط عسكريا في سوريا على رغم حماسة الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين لعمل ما في سوريا.وأشارت الصحيفة إلى تحذير الرئيس الأمريكي النظام السوري في موضوع أسلحته الكيميائية على أساس أن استخدامها هو خط أحمر لن تقبل واشنطن بتخطيه مما ترك المجال للاستنتاج بأن ما تحت هذا السقف لن يحرك الولايات المتحدة.كما أوضحت أن عملية الرصد لمواقف كل الفرقاء المعنيين بالحرب في سوريا التي أجراها الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي أظهرت عدم تطور مواقف الفرقاء على الأرض باتجاه الرغبة في التنازل أو التفاهم على حل.وأكدت أن تعنت النظام السورى لا يقل تعنتا عن رفض معارضيه لحل معه وعن تعنت القوى الإقليمية والدولية الداعمة، حيث كرر المسئولون الروس فى الآونة الأخيرة المواقف نفسها الداعمة للنظام السورى دون أى تغيير يذكر.